هذا الفيديو مركب من عدة مقاطع لا علاقة لها بالإعصار الذي ضرب ليبيا مؤخراً

الادعاء

تداولت صفحات إخبارية وحسابات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ادعوا أنه لـ" لإعصار ليبيا عن قرب"، مؤخراً. وادعى الناشرون إن "البيوت تتطاير في السماء كالأوراق بسبب الإعصار المهول".

ويظهر الفيديو المؤلف من عدة مقاطع عاصفة قوية تقتلع الأشجار وتجتاح الشوارع، وفي المقطع الثاني يظهر إعصار عنيف يدمر المنازل من حوله، بالإضافة لمشهد إعصار ضخم يقترب من المباني وسط أحد المدن. 

وحظي الادعاء بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن ساهمت صفحات وحسابات شخصية بنشره، تطلعون على عينة منها بجدول مصادر الادعاء.

دحض الادعاء

تحقق فريق منصة "تأكد" من مقطع الفيديو الذي زُعم أنه يظهر"إعصار ليبيا عن قرب"، مؤخراً، فتبين أنه مركب ويجري تداوله خارج السياق.

وأظهرت نتائج البحث العكسي باستخدام أداة InVid أن المقطع الأول من الفيديو قديم وتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي في تموز/يوليو من العام الجاري، ولم يحدد الناشرون الزمان والمكان للمقطع المتداول، كما ولم يتسن لمنصة "تأكد" التحقق من أصل الفيديو، ومع ذلك بالنظر إلى الأحرف فوق المبنى الظاهر في بداية المقطع يبدوا أنه التُقط في أحد الدول الآسيوية. 

أما المقطع الثاني فقد تم تداوله على مواقع إخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي في أواخر نيسان/أبريل عام 2022، على أنه لإعصار في مدينة أندوفر بأمريكا الشمالية. 

وضرب إعصار هائل مدينة أندوفر بولاية كنساس في 30 نيسان/أبريل عام 2022، مما تسبب في تدمير مئات المنازل والمباني، وإصابة العديد من الأشخاص. ووثقت مقاطع فيديو شدة الإعصار الذي ظهر بشكل دائري، مما أدى إلى تطاير السيارات والممتلكات بفعل سرعة الرياح في الشوارع. وصنفت خدمة الطقس في كنساس، الإعصار من الدرجة الثالثة، مشيرة إلى أن سرعة الرياح تراوحت بين 136 و165 ميلًا في الساعة. وشهدت المدينة، آنذاك، انقطاعًا كبيرًا في خدمات الكهرباء والتي طالت أكثر من 20 ألف منزل وشركة في كنساس.

والمقطع الثالث عبارة عن تصميم رقمي تم نشره لأول مرة من قبل حساب يدعى rtsarovvideo على موقع تيك توك في 4 أيلول/سبتمبر الجاري . ويصف الحساب محتواه بأنه مزيج من مقاطع الفيديو الحقيقية والمعدلة للطقس القاسي والكوارث الطبيعية.

وأظهر البحث العكسي أن المقطع الأصلي تم تداوله في 8 تشرين الأول/أكتوبر عام 2016، على أنه لإعصار ماثيو الذي ضرب مدينتي ملبورن و جاكسونفيل في ولاية فلوريدا الأمريكية.

وضرب إعصار ماثيو ولاية فلوريدا في السادس والسابع من تشرين الأول/أكتوبر عام 2016، مصحوبا بأمطار ورياح عاتية ثم اتجه شمالا بمحاذاة الساحل الأمريكي على المحيط الأطلسي.

وتسبب ماثيو في عمليات إجلاء واسعة على طول الساحل من فلوريدا حتى جورجيا وساوث كارولاينا ونورث كارولاينا. ونجت المناطق الجنوبية من فلوريدا من العاصفة خلال الليل لكن السلطات دعت السكان في المناطق الشمالية إلى توخي الحذر.

سيول ليبيا

وصل عدد القتلى جراء السيول التي تسببت بها العاصفة دانيال التي ضربت سواحل ليبيا، الأحد 10 أيلول/سبتمبر الجاري، إلى 5300 مع وجود نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، وفقا لمسؤول بالاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر، في وقت طالب فيه رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، بفتح تحقيق في كارثة انهيار سديْ درنة.

وقال رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إنه كان من الممكن تجنب وقوع ضحايا عقب الفيضانات في ليبيا. وأوضح أنه كان بالإمكان الاعتماد على نظام التحذير المسبق وإصدار إنذارات لتهيئة السكان للأسوأ، وكان يمكن لهيئات إدارة الطوارئ تنسيق جهود إجلاء السكان، تفاديا للخسائر البشرية الفادحة.

الاستنتاج