ما حقيقة الصورة المتداولة "لضريح حسن نصر الله"؟

الادعاء

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، الأربعاء 2 تشرين الأول/ أكتوبر، مقطع فيديو وصور لضريح مغطى براية صفراء اللون تحمل شعار ميليشيا "حزب الله" وسط غرفة ذات جدران بيضاء زعم أنه ضريح حسن نصر الله ، الذي قتل في قصف إسرائيلي استهدف مقر "الحزب" بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.

وحصل الادعاء على انتشار واسع في منصات التواصل الاجتماعي، حيث نشرته  حسابات على فيسبوك و "إكس" منها"إياس غالب الرشيد، والإعلامي عارف وتد، وأحمد عبود، وAbdalrhman AK".

دحض الادعاء

أجرى فريق منصة "تأكد"  بحثاً للتحقق من صحة المقطع المتداول مع صور لذات الضريح الذي زعم أنه لمتزعم ميليشيا "حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، فتبين أنه غير صحيح.

وأظهرت النتائج باستخدام تقنية البحث العكسي التي توفرها العديد من محركات البحث أن التسجيل منشور عبر تطبيق "تيك توك" منذ تاريخ 10 تموز/ يوليو الماضي، هو تاريخ يسبق مقتل "نصر الله" بأكثر من شهرين ونصف، ولم يشير الناشر إلى صاحب الضريح أو مكانه.

ولم يتسن لفريقنا تحديد هوية صاحب الضريح الذي يبدو أنه لأحد قتلى الميليشيا اللبنانية المدعومة إيرانيا، إلا أن وجود نسخة منه على شبكة الإنترنت بتاريخ يسبق تاريخ مقتل نصر الله ينفي بشكل قاطع أن يكون للرجل الأول في الميليشيا.

 تأخر تشييع نصر الله

وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل حسن نصر الله، يوم السبت 28 أيلول/ سبتمبر الماضي، واعترفت ميليشيا حزب الله في وقت لاحق بمقتله عبر بيان نشرته في منصة تلجرام، ولم يصدر عن "حزب الله" اللبناني أي بيان رسمي بشأن تفاصيل دفن "نصر الله" على الرغم من مضي عدة أيام على مقتله. ويأتي التأخير في موعد إعلان الدفن مع تواصل التصعيد بين إسرائيل والحزب.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أمنية قولها إن جثمان حسن نصر الله جرى نقله بعد استخراجه من تحت الأنقاض، إلى أحد مستشفيات الضاحية الجنوبية، وهو يخضع لحراسة أمنية مشددة من جانب عناصر حزب الله.

ونقلت وسائل إعلام لبنانية عن مصادر أمنية، قولها إن جثمان الأمين العام لحزب الله لم يتم دفنه، كما أنه من المقرر أن يدفن في لبنان، وليس العراق كما تردد خلال الأيام الماضية، وتم تأجيل تشييع جنازته إلى أجل غير مسمى، وذلك لدواعي أمنية أيضاً واستمرار إسرائيل في توجيه ضرباتها للضاحية الجنوبية لبيروت، ومن المتوقع أن لا يتم الإعلان عن موعد تشييع الجنازة.

و"حسن نصر الله" هو الأمين العام الثالث لحزب الله اللبناني، تولى منصبه يوم 16 فبراير/شباط 1992 خلفا للأمين العام السابق عباس موسوي، الذي اغتالته إسرائيل بإطلاق صاروخ على موكبه.

كانت خطبه الحماسية وشخصيته القوية من العوامل التي أكسبته شعبية في العالمين العربي والإسلامي، غير أن هذه الشعبية سرعان ما تدهورت بعد وقوف "حزب الله" إلى جانب النظام السوري في قمع الثورة السورية، التي اندلعت عام 2011  ضد نظام بشار الأسد.

الاستنتاج