ما حقيقة طلب "الجيش الإسرائيلي" إخلاء مناطق سكنية...
السبت 16 تشرين ثاني - احتيال
ضرار خطاب الخميس 06 حزيران 2019
نشرت مؤخراً مواقع ومحطات تلفزيونية موالية لنظام الأسد تقارير وأنباء تناولت فيها تحقيقا مصوراً بثته (قناة 12 الإسرائيلية) بعنوان "القصة الحقيقية، العلاقة مع سوريا"، وزعمت تلك المواقع أن التقرير كشف تدريب (السلطات الإسرائيلية) لمتطوعي الدفاع المدني أو من يعرفون بـ(الخوذ البيضاء) على "فبركة مسرحيات مجازر السلاح الكيميائي".
فريق (منصة تأكد) رصد هذه التقارير والأنباء، كما تابع الفريق بالتعاون مع زميلين صحفيين مستقلين يتكلمان اللغة العبرية التحقيق المصور الذي بثته (قناة 12 الإسرائيلية) ضمن برنامج (عوفدا)، ونستعرض لكم في البداية مزاعم بعض المنصات الإعلامية الموالية أو التابعة لنظام الأسد، ثم نقدم لكم النتيجة اللتي خلص لها فريق (تأكد) بعد متابعة التحقيق ومقارنة محتواه بمزاعم الإعلام الموالي للأسد.
إعلام الأسد: إسرائيل تعترف بتدريب المعارضة على فبركة مسرحيات السلاح الكيميائي
نشرت وكالة (سانا) الرسمية التابعة لنظام الأسد، تقريراً بعنوان "وسائل إعلام العدو تقر بدور حكومة الاحتلال في فبركة إرهابيي الخوذ البيضاء لمسرحيات الكيميائي" تناولت فيه تحقيق (قناة 12 الإسرائيلية)، حيث زعمت (سانا) أن التحقيق يؤكد "وقوف حكومة الكيان الصهيوني وراء فبركة مسرحيات استخدام الجيش العربي السوري للسلاح الكيميائي ضد المدنيين في المناطق التي كانت تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية، من خلال الإشراف بالتعاون مع إرهابيي الخوذ البيضاء على تدريب المجموعات الإرهابية لتنفيذ تلك المسرحيات".
بدورها بثت قناة الميادين تقريراً تلفزيونياً بعنوان "القناة الثانية عشرة الإسرائيلية: إسرائيل فبركت قضية استخدام سوريا للأسلحة الكيميائية"، تناول التحقيق المذكور، زاعمة أن التحقيق أكد أن "إسرائيل حصلت على دليل مفبرك لاستخدام الرئيس السوري بشار الأسد السلاح الكيميائي".
أما جريدة الوطن المقربة من نظام الأسد، فقد نشرت تقريراً بعنوان "إعلام الاحتلال: حكومتنا دربت الخوذ البيضاء على فبركات الكيميائي"، مدعية أن تحقيق القناة (الإسرائيلية) أكد "إشراف الحكومة الإسرائيلية على تدريب عناصر ما يسمى منظمة الخوذ البيضاء التابعة لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي على فبركة مسرحيات استخدام السلاح الكيميائي في سوريا".
إلى ماذا توصل فريق (تأكد) بعد متابعة التحقيق المصور؟
استعان فريق منصة تأكد بصحفيين اثنين يتكلمان اللغة العبرية، حيث تبيّن بعد متابعة التحقيق أنه لم يأت على ذكر منظمة الدفاع المدني السوري، المعروفة بـ"الخوذ البيضاء"، على الإطلاق، لا بشكل مباشر ولا بالتلميح، كما لم ترد أي معلومات متعلقة بتلقي المعارضة السورية تدريبات على (فبركة استخدام السلاح الكيميائي في سوريا)، وهذا يناقض ما زعمته وكالة سانا وصحيفة الوطن.
أما قناة الميادين فقد ناقضت مزاعمها عندما عرضت شهادة نائب رئيس الأركان الإسرائيلي السابق (يائير غولان) التي تضمنها التحقيق ابتداءً من الثانية 00:32، وبحسب الميادين فإن (غولان) قال: "طلبت من معارضين لنظام الأسد إحضار أدلة على استخدام السلاح الكيميائي"، مضيفا أن المعارضين أحضروا الدليل على استخدام غاز الأعصاب. لم يرد في رواية (غولان) أي حديث عن أدلة مفبركة، بل أنه أكد على صحة الأدلة.
أما عن حقيقة ما ورد في التحقيق فهو يعرض شهادات موظفين سابقين في (الاستخبارات الإسرائيلية) حول تعاونهم مع شخصيات سورية معارضة لنظام الأسد بهدف جلب معلومات استخباراتية حول النظام والميليشيات الإيرانية الموالية له.
وبحسب تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية (أمنستي) في شباط/فبراير من عام 2018، فإن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أكدت أن القوات الحكومية السورية استخدمت السارين (غاز أعصاب) في هجومها على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب في نيسان 2017 والذي قتل أكثر من 80 إنساناً.
ووفقاً لتقرير أصدرته "هيومن رايتس ووتش" في نيسان/أبريل من العام 2018، فإن منظمات حقوقية ومؤسسات وأخرى متخصصة بتقصي الحقائق، أفادت بارتكاب نظام الأسد أكثر من 50 هجوماً بالأسلحة الكيميائية بينها 42 استخدم فيها غاز الكلور.
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية