هذه المشاهد لا توثق لحظة غرق سفينة بريطانية نتيجة...
الأربعاء 20 تشرين ثاني - احتيال
مع تصاعد التوتر بين أرمينيا وأذربيجان، انتشرت مؤخراً أنباء ومواد إعلامية تفيد بتوجه مقاتلين سوريين موالين لتركيا إلى أذربيجان، بدعم تركي للقتال ضد القوات الأرمينية، إلا أن بعض تلك المواد تعرضت للتشكيك من منصات إعلامية ومن بين تلك المواد، تسجيل مصوّر يظهر سيارات تقل مسلحين وسط أصوات تشجيع وتحيات بدت واضحة بجانب المصور، يثبت هذا التحقيق أن التسجيل صور في أذربيجان
ضرار خطاب الأربعاء 30 أيلول 2020
لم تلحظ منصة (تأكد) تشكيكاً واسعاً بمصداقية التسجيل المصور المذكور أعلاه أو المعلومات التي رافقته، إلا أن موقع مسبار الإخباري نشر يوم 28 أيلول/سبتمبر 2020 تقريراً أنكر فيه أن التسجيل جرى تصويره في أذربيجان، مدعياً أن "المقطع قديم ومنشور سابقاً لكن من زاوية تصوير أخرى"، وورد في ادعاء (مسبار):
"تحقّق مسبار من مقطع الفيديو المتداول، ليجد أنه تم توظيفه في سياق تضليلي، فهو مقطع قديم انتشر العام الفائت حين اتجه رتل عسكري ضخم من الجيش السوري الحر لعبور إحدى البلدات التركية متجهاً إلى ميدان معركة نبع السلام".
وادّعى مسبار أن "المقطع التُقط من زاوية مختلفة للشارع إلا أن هتافات المجموعات المسلحة التي تعتلي السيارات ذاتها في المقطعين، وبنغمة الصوت ذاتها أيضاً، كما أن الفيديو الأول المتداول بشكل تضليلي تُسمع فيه عبارات باللغة التركية يطلقها المارة تشجيعاً لهم، وليست باللغة الأذربيجانية الأذرية".
وأرفق (مسبار) في تقريره روابط لعدة حسابات نشرت التسجيل بينها حساب (الردع السعودي) وحساب (@YouseTamer)
مواضيع متعلقة:
- هذه المروحية ليست أذربيجانية ولم تسقطها القوات الأرمينية
- مسلح سوري مصاب في أذربيجان.. ما حقيقة هذا الفيديو؟
خلال متابعة منصة (تأكد) التفاعل مع التسجيل المصوّر الذي أظهر رتلاً لمقاتلين في أذربيجان، توصل إلى حسابات مستخدمين على تويتر متخصصين بتحديد المواقع، تمكنوا من تحديد موقع تصوير الفيديو في أذربيجان، وهو منطقة (هوراديز)، القريبة من الحدود الأذرية مع إيران، والقريبة أيضاً من إقليم (ناغورني قرة باغ) المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان.
وبالمقارنة بين بعض معالم المكان المحيط بالمصور الظاهرة في الفيديو، ومعالم الموقع المحدد في الخريطة وهو الموقع المفترض لوقوف مصوّر الفيديو، يتضح التطابق بين العديد من المعالم، بينها (الحجر الأبيض الظاهر أمام المصوّر، وخزان المياه، والقبة الصغيرة أعلى بناء (مركز هوراديز الأولمبي)، وإشارات إرشاد الاتجاه على الطريق)، ونتيجة لهذا التطابق يمكن التأكيد أن التسجيل صوّر في تلك المنطقة بالتحديد.
ملاحظة: الصور الملتقطة من الفيديو معكوسة أفقياً لتسهيل إجراء المقارنة
واستعانت (تأكد) بثلاثة صحفيين يتقنون اللغة الأذرية المشتقة من اللغة التركية، وأكدوا أن صاحبة الصوت في التسجيل كانت تتحدث باللغة الأذرية وكانت تتوجه بالدعاء إلى الله ليحمي المقاتلين الظاهرين في التسجيل قائلةً:"Allah komeyiniz olsun bala! Bala"، وهو أسلوب في الدعاء غير مستخدم في اللغة التركية.
ولم يتسنّ لـ(تأكد) التحقق من تاريخ التسجيل، إلا أن المعلومات التي حصلت عليها (تأكد) من مصدر عسكري، تفيد بأن أول دفعة من المقاتلين السوريين الموالين لتركيا، توجهت إلى أذربيجان قبل شهر على أبعد تقدير.
إضافة إلى ذلك، أكد مراسل (تأكد) في شمالي سوريا أن مقاتلين من (فرقة السلطان مراد) و (لواء السمرقند) المدعومين تركياً، توجهوا إلى أذربيجان للقتال بجانب القوات الحكومية ضد القوات الأرمينية، وأشار مراسلنا إلى المقاتلين التحقوا بالقتال على دفعتين، وصلت الدفعة الأولى إلى أذربيجان يوم الثلاثاء 22 أيلول/سبتمبر الجاري، وتبعتها دفعة أخرى يوم الجمعة 25 أيلول الجاري، ولم يتسن ل(تأكد) تحديد تاريخ تصوير الفيديو.
وفيما يتعلق بـ التسجيل المصوّر القديم الذي ادعى (مسبار) أنه "يظهر يصوّر ذات المشاهد التي ظهرت في التسجيل الأول من زاوية مختلفة"، اتضح أن التسجيل صوّر في منطقة (جيلان بينار) التركية الحدودية مع سوريا، إبان عملية (نبع السلام) التي أطلقتها تركيا بالتعاون مع فصائل سورية موالية لها ضد مسلحي (قوات سوريا الديمقراطية) المدعومة أمريكياً، ويصوّر توجه فصائل من (الجيش الوطني) إلى مناطق القتال ضد (قسد) شمالي سوريا.
وتمكنت (تأكد) من تحديد مكان تسجيل الفيديو من خلال بعض العلامات الذي ظهرت فيه، مثل متجر (METIN AVM)، وقادنا ذلك إلى تحديد الموقع الدقيق الذي جرى تصوير الفيديو فيه، ويمكن مطابقة بعض المعالم التي ظهرت في الفيديو مع الموقع على الخريطة الذي توصلت إليه (تأكد).
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية