هذه المشاهد لا توثق لحظة غرق سفينة بريطانية نتيجة...
الأربعاء 20 تشرين ثاني - احتيال
ادعت وسائل إعلام عربية من بينها الجزيرة والعربية وموقع القدس العربي وغيرها أن الممثلة الأمريكية الشهيرة أنجلينا جولي قالت مؤخراً إن حقوق الإنسان كذبة كبيرة إلا أن هذا الادعاء مضلل.
ياسين أبو فاضل الخميس 04 كانون ثاني 2024
الإدعاء
وعبر موقعها الإلكتروني، نشرت قناة الجزيرة خبراً تحت عنوان: (أنجلينا جولي: حقوق الإنسان في العالم كذبة كبيرة) وذلك في إطار تغطيتها للحوار الذي أجرته جولي مع المخرجة السورية وعد الخطيب مؤخراً وعبرت خلاله الممثلة العالمية عن خيبة أملها من ازدواجية المعايير في التعامل مع حقوق الإنسان.
وبعنوان مطابق تماماً، نشرت مواقع العربية والقدس العربي وجريدة القبس الكويتية تقارير تتناول ذات الحوار، وكذلك فعلت مواقع عربية ناطقة بالإنكليزية كموقعي Arab Times و Egypt Today .
كما تناولت وسائل إعلام أخرى كتلفزيون دبي والقناة الأولى المصرية ذلك التصريح المزعوم في برامجها المصورة.
أما الجزيرة الوثائقية، فأضافت إدعاء آخر رابطة ذلك التصريح بالاجتياح الإسرائيلي لغزة حيث قالت عبر حسابها على فيسبوك إن جولي (بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، اكتشفت أن حجم الانتقائية التي تنتهجها الدول الكبرى يعتمد على مصالحها الاقتصادية، وأن حقوق الإنسان في العالم هي في النهاية كذبة كبيرة).
منصة تأكدت راجعت التسجيل المصور الكامل للحوار ولم تعثر على عبارة "حقوق الإنسان كذبة كبيرة" التي أبرزتها وسائل الإعلام آنفة الذكر في تقاريرها على لسان جولي.
كما تواصلت منصة تأكد عبر واتساب مع المخرجة السورية وعد الخطيب التي أبدت استغرابها من تحريف مواقع إخبارية عربية لترجمة ما قالته الممثلة الأمريكية الشهيرة.
ومن خلال مراجعة التسجيل كذلك، يتضح جلياً أن الممثلة الأمريكية لم تقل أنها اكتشفت بعد العدوان على غزة حجم الانتقائية التي تنتهجها الدول الكبرى يعتمد على مصالحها الاقتصادية)، بل جاء حديثها عن حقوق الإنسان خلال الحوار بعد انتقاد وعد الخطيب مساعي بعض الدول لتعويم بشار الأسد ودعوته للمحافل الدولية في الوقت الذي تصعد فيه قواته وتيرة قصفها شمال غربي سوريا.
وفيما يلي ترجمة الفقرة التي تناولت فيها جولي موضوع حقوق الإنسان مباشرة بعد تعبير وعد الخطيب عن خيبة أملها من مساعي بعض الدول لتعويم بشار الأسد رغم انتهاكاته لحقوق الإنسان:
تقول جولي: (أعتقد أنه أكثر شيء مثير للخيبة.. قبل نحو 20 عاماً عندما بدأت العمل بالشأن الأممي، كان في رأسي فكرة غريبة عن أشخاص خيرون.. بعض الأفكار عن هؤلاء قد يكونون حتى شعوباً أو دولاً بعينها.. ربما تعود هذه الفكرة إلى أحداث الحرب العالمية الثانية، وأن هناك خطوط واضحة، وأن هناك أهداف واضحة لحقوق الإنسان تم وضعها، وأن هناك أشياء يجب الدفاع عنها وفي حال عدم القيام بذلك سيعني حدوث تراجع واعتقدت أن هذا دور الأمم المتحدة.. اعتقدت بأن الأمر جيد.. هناك حدود تم وضعها وتفاهمات وأننا سننموا ونقاتل لتحقيق مكاسب في هذه الميادين).
أضافت: (شاهدت وأدركت أن الأمر ببساطة ليس كذلك، والعالم لا يسير بهذا الشكل، العالم يتصرف بمنطق هذه هي حقوق الإنسان سوف نعطيها أحياناً لبعض الناس، وربما نعطيها أحياناً للبعض الآخر، لكن بعضهم لن يحصل عليها أبدا، وبالمثل مساعدات الغذاء حيث يمنح البعض 6 بالمئة من حاجتهم ويمنح غيرهم 50 بالمئة ويمنح العدالة لهؤلاء الأشخاص وليس للأخرين، وسوف يقوم بمساءلة هؤلاء عن جريمة، لكن ليس أولئك إن كان هناك مصالح تجارية. إنها الحقيقة البشعة في الكثير من أرجاء هذا العالم، والتي تتضح أكثر مع مرور الوقت).
وختمت جولي الفقرة التي تناولت في مسألة حقوق الإنسان قائلة (لا أعرف دولاً لم تتورط في هذا السلوك وترغب في الدفاع عن تلك الخطوط باستمرار نيابة عن حقوق الإنسان والقوانين إنه أمر مخيب جداً ومثير للانزعاج).
يشار إلى أنه منذ تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة لدى المفوضية السامية لحقوق الإنسان عام 2001، زارت الممثلة الأمريكية أكثر من 20 بلداً في كافة أنحاء العالم لتسليط الضوء على محنة الملايين من اللاجئين والنازحين والدعوة إلى حمايتهم، بحسب موقع المفوضية.
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية