هذه المشاهد لا توثق لحظة غرق سفينة بريطانية نتيجة...
الأربعاء 20 تشرين ثاني - احتيال
أحمد بريمو الاثنين 02 آذار 2020
أعلنت تركيا يوم الأحد الأول من آذار/مارس 2020 إطلاق عملية عسكرية ضد قوات نظام الأسد في إدلب شمالي غرب سوريا، وذلك عقب انتهاء المهلة التي منحها الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) لنظام الأسد كي ينسحب إلى حدود اتفاق سوتشي .
العملية العسكرية التي قال وزير الدفاع التركي إنها تحمل اسم (درع الربيع) أطلقت بعد قصف لقوات الأسد استهدف مجموعة من الجيش التركي في ريف إدلب تسبب بمقتل 33 جنديا تركيا وجرح آخرين في 27 شباط/فبراير الماضي، وأعقبه استهداف القوات التركية عدة مواقع ونقاط لقوات الأسد داخل سوريا بطائرات حربية بدون طيار.
و ترافقت العمليات العسكرية مع انتشار العديد من الصور والتسجيلات المزيفة، وغير المتعلقة بالتطورات الأخيرة في الشمال السوري، ونستعرض في هذا التقرير ما رصده فريق منصة (تأكد) من تلك المواد المضللة.
١- هذه الصورة ليست لمطار النيرب العسكري
تداولت صفحات إخبارية وحسابات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي فجر أمس الأحد، صورة ليلية تظهر تصاعد الدخان من مبنى يحترق، وسط تجمع لمبان أخرى، وقال ناشرو الصورة إن المبنى الذي يحترق في الصورة هو مبنى مطار النيرب العسكري بعد استهدافه من قبل طائرة تركية.
وبرغم أن تركيا أعلنت عن استهداف قواتها مطار النيرب العسكري، ما أدى لخروجه عن الخدمة، إلا أن هذه الصورة ليست حقيقة.
فريق منصة (تأكد) تحقق من الصورة المشار إليها، فتبين من خلال تقنية البحث العكسي أنها ليست من سوريا، وتظهر الصورة بحسب موقع (torontoist) الكندي، انفجارا في مدينة (يورك) بمقاطعة (أونتاريو) الكندية عام 2008.
٢- هذه الصورة ليست لمشاهد من قصف مطار حماة العسكري
كما جرى يوم أمس تداول صورة أخرى تظهر ثلاث طائرات مروحية رابضة في أرض مسورة بينما تتصاعد النيران والدخان من إحداها.
وقالت صفحة تحمل اسم (تركيا الآن) التي نشرت الصورة إنها تظهر "مشاهد من قصف مطار حماة العسكري وتدمير عدة طائرات هليكوبتر من الداخل بواسطة المقاتلات الهجومية لسلاح الجو التركي".
إلا أن الصورة لم تكن لمطار حماة العسكري، حيث وجد فريق منصة (تأكد) خلال البحث باستخدام الكلمات المفتاحية المتعلقة تسجيلاً مصوراً يظهر ذات الطائرات لحظة استهدافها من فصائل سورية معارضة في مطار تفتناز بريف إدلب مطلع العام 2013.
ويظهر التسجيل المنشور على قناة (تجمع شباب مورك الأحرار) في موقع يوتيوب تحت عنوان (أجمل مقطع لانفجار الطائرة داخل مطار تفتناز) الطائرات المروحية الرابطة في المطار العسكري اعتبارا من التوقيت 00:10 منه، وذلك خلال استهداف مطار تفتناز العسكري بريف إدلب من فصيل (كتائب أحرار الشام).
٣- هذا التسجيل ليس للبنانيين يتظاهرون في بيروت دعماً للعملية التركية ضد نظام الأسد
وانتشر يوم الأحد، تسجيلا مصوراً قيل إنه للبنانيين خرجوا في بيروت دعماً للعملية التركية ضد نظام الأسد في سوريا.
ويظهر التسجيل مرور عشرات السيارات والدراجات نارية يستقلها أشخاص يرفعون الأعلام التركية واللبنانية، دون ترديد أي شعارات أو هتافات ويسمع خلاله موسيقى تركية.
إلا التسجيل المشار إليه لم يكن حديثاً ولا يظهر مظاهرة للبنانيين يؤيدون العملية التركية ضد نظام الأسد، بحسب موقع (خبر أرمني) اللبناني الذي نشر ذات التسجيل في العام الماضي تحت عنوان (لبنانيون يرفعون أعلام الكيان التركي احتجاجا على مسيرة الأرمن يوم 24 نيسان)، وذلك ردا منهم على إحراق العلم التركي خلال تظاهرة في بيروت بذكرى "مجازر الأرمن".
وبحسب ذات الموقع، فإن التسجيل يظهر "مسيرة بالسيارات نظمها حزب (الولاء الوطني) الكردي من منطقة سليم سلام، واتجهت نحو منطقة الطريق الجديدة، وحتى برج أبي حيدر في العاصمة اللبنانية، تحت حماية قوات الأمن اللبنانية".
٤- هذا التسجيل لا يصور استهداف طائرة تركية لموكب تشييع مسؤول من نظام الأسد
تسجيل مصور آخر انتشر مساء الأحد على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر لحظة وقوع انفجار وسط تجمع لعدد من الأشخاص المسلحين بدو وكأنهم يشيعون ميتاً،وتسمع خلال التسجيل زغاريد من النساء بينما يتحدث شخص عبر مكبر الصوت عن (الشهداء) قبل أن تمر مجموعة أخرى من المسلحين، يحملون نعشاً ملفوفا بعلم نظام الأسد ليحدث انفجار يجبر المصور على إيقاف التسجيل وسط صيحات الذعر من النساء.
وقال ناشرو التسجيل، إنه يظهر لحظة استهداف جنازة مسؤول من النظام السوري مؤخراً من طائرة تركية مسيرة، في إشارة منهم إلى الضربات التي نفذتها طائرات تركية بدون طيار ضد عدة مواقع لقوات الأسد عقب بدء العملية التركية (درع الربيع).
فريق منصة (تأكد) عثر على ذات التسجيل المشار إليه، في موقع (يوتيوب) وقد نشر في شهر نيسان/أبريل من العام 2017 تحت عنوان "حلب - حي صلاح الدين // لواء القدس الفلسطيني"، وبحسب ناشر الفيديو فإنه يصور "رمي قنبلة يدوية على تشييع أحد قتلى لواء القدس الفلسطيني الرديف لقوات الأسد في حي صلاح الدين بحلب".
٥- هذا التسجيل لا يظهر قطع جنود أتراك رأس عنصر من قوات الأسد
انتشر أمس، تسجيل مصور يظهر عددا من المسلحين الذين يرتدون زيا عسكريا بجانب جثث لقتلى مسلحين آخرين، بينما يحمل أحد المسلحين رأساً مفصولاً جسد أحد القتلى.
الصحافي السوري رضا الباشا وهو مراسل قناة الميادين الداعمة لنظام الأسد، شارك التسجيل المشار إليه عبر حسابه في موقع تويتر وأفاد بأن المسلحين الذين يظهرون وهم ينكلون بجثث القتلى، هم جنود أتراك وإن القتلى المنكل بهم هم عناصر من قوات نظام الأسد.
فريق (تأكد) رصد نشر هذا التسجيل منشورا على العديد من المواقع الإخبارية الأجنبية والعربية في نيسان عام 2018، وقيل حينها إنه يصور جندياً تركياً ممسكاً برأس مقاتل من حزب العمال الكردستاني الأمر الذي لم يتسن لنا التحقق من صحته وتحديد هوية الطرفين وتبعيتهم، إلا أن انتشاره قبل عامين ينفي أن يكون القتلى المنكل بهم يتبعون لقوات نظام الأسد، التي لم يحدث بينها وبين القوات التركية أي تماس مباشر قبل العملية التركية (درع الربيع).
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية