ما حقيقة الوثيقة الموجهة إلى وزارة التربية في النظ...
الأربعاء 25 كانون أول - احتيال
تداول ناشطون وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلا مصوراً خلال الأسبوع الفائت، يظهر عشرات الأجساد البشرية تترامى من طائرة مروحية خلال تحليقها، وبدا أن التسجيل ملتقط بعدسة شخص كان موجوداً في طائرة تحلق قرب المروحية، وترافق التسجيل المشار إليه مع روايتين مزيّفتين، الأولى تقول إن المروحية كانت ترمي في البحر المتوسط جثثاً لمرتزقة سوريين قتلوا في ليبيا، والثانية تقول إنه لطائرة مكسيكية ترمي بجثث ضحايا فايروس كورونا، إلا أن التسجيل بالحقيقة يظهر مظليين يقفزون من مروحية في حدث خاص جرى في تموز/يوليو من العام ٢٠١٨.
ضرار خطاب السبت 27 حزيران 2020
العديد من الصفحات والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ادّعت أن "المروحية التي ظهرت في التسجيل كانت ترمي في البحر المتوسط جثثاً لمرتزقة سوريين قتلوا في ليبيا"، وحاز التسجيل تحت هذا العنوان على مئات المشاركات وعشرات الآلاف من المشاهدات. هذا الادعاء روجته حسابات سورية ومصرية وليبية على موقعي تويتر وفيسبوك، تجدون بعض الأمثلة هـــنــــا وهـــنــــا وهـــنــــا وهـــنــــا وهـــنــــا وهـــنــــا وهـــنــــا وهـــنــــا وهـــنــــا وهـــنــــا.
صفحات وحسابات أخرى وضعت التسجيل في سياق آخر، وادّعت أن الطائرة المروحيّة التي ظهرت في التسجيل هي "طائرة مكسيكية ترمي بجثث ضحايا فايروس (كورونا - كوفيد١٩) في البحر" دون الإشارة إلى بحر معيّن. وكما التسجيل السابق، لاقى هذا التسجيل تفاعلاً واسعاً، محققاً تحت هذا العنوان مئات الآلاف من المشاهدات وآلاف المشاركات. أمثلة عن الصفحات والحسابات التي نشرت هذا الادعاء على مواقع تويتر وفيسبوك ويوتيوب تجدونها هـــنــــا وهـــنــــا وهـــنــــا وهـــنــــا وهـــنــــا وهـــنــــا.
التقصي عن أصل التسجيل والادعاء
للتحقق من أصل التسجيل ومعلوماته الحقيقية، استخدمنا تقنية البحث العسكي عن صور ملتقطة من التسجيل نفسه، وقادنا محرك البحث (Yandex) إلى حساب يحمل اسماً كتب بالروسية "Парашютный спорт" وتعني القفز المظلي، نشر التسجيل بتاريخ ١٩ أيلول/سبتمبر ٢٠١٩، وعنوانه باسم "Аэроград Коломна" وتلفظ بالعريبة (إيروغرادا كولومنا)، ولدى البحث عن الاسم الروسي، تبيّن أنه اسم نادٍ للقفز المظلي ومدرسة للطيران يقع مقره على بعد نحو ١٠٠ كيلو متر من العاصمة الروسية موسكو.
وبعد بحث في قناة اليوتيوب الخاصة بالنادي توصلنا إلى فيديو نشرته القناة تحت عنوان "الرقم القياسي العالمي لروسيا في فئة التشكيلات الكبيرة" وهو حدث نظمه النادي بين ١٤ و ٢٢ تموز/يوليو من العام ٢٠١٨، ويظهر في التوقيت (3:01) من التسجيل مظليون يقفزون من طائرة مروحية تباعاً، وبعد مقارنة أجريناها بين تلك اللقطة، وبين اللقطة في التوقيت (00:03) من التسجيل المزعوم، تبيّن تطابق المشهدين اللذين صوّرا من زاويتين مختلفتين.
شاهد في الصورة تطابق المشهدين من خلال بعض نقاط العلام المميزة بالألوان
وفي اللقطة (02:13) من ذات التسجيل الذي نشرته قناة اليوتيوب -تناولناه في الفقرة السابقة-، تظهر مشاهد جوية للمنطقة التي يفترض بالمظليين أن يهبطوا فيها، وبعد المقارنة بين تلك اللقطة، وبين اللقطة في التوقيت (00:11) من التسجيل المزعوم، تبيّن تطابق العديد من معالم المكانين، وهي منطقة (غوروبتشيفو) التي يذكر النادي على صفحة موقعه الرئيسية أنها منطقة يهبط فيها مظليوه عندما ينفذون عمليات القفز، ووضع النادي إحداثيات المنطقة إضافة إلى صورة جوية لها، وتتطابق الصورة الجوية للمنطقة على موقع (خرائط غوغل) مع صورتي منطقة اللتين تطابقتا سابقاً لمنطقة الهبوط.
شاهد في الصورة تطابق مكان الهبوط من خلال العلامات المميزة لمعالم المنطقة
إضافة إلى ذلك، لم نتوصل إلى مصدر موثوق أو أي دليل يعتد به، يفيد بأن السلطات التركية تخلصت من جثامين مقاتلين سوريين موالين لها قتلوا في ليبيا، وكذلك الحال بالنسبة للإشاعة التي أفادت بأن السلطات المكسيكية تتخلص من ضحايا فايروس (كورونا - كوفيد ١٩) عبر رميهم بالبحر.
يتبيّن أن التسجيل المصور الذي ورد في الادعاءات يظهر بالحقيقة مظليين يقفزون من مروحية في حدث خاص جرى في تموز/يوليو من العام ٢٠١٨، ونظمه نادي (إيروغرادا كولومنا) للقفز المظلي الذي يقع مقره على بعد ١٠٠ كيلو متر من العاصمة الروسية موسكو، وأن ادعاءات "تركيا ترمي جثث مرتزقة سوريين في المتوسط" و "المكسيك ترمي جثث ضحايا كورونا في البحر" غير صحيحة ولا أصل لها.
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية