فيديو ستوري

تضليل



عرضت قناة "دويتشه فيله - DW" الألمانية فيلماً وثائقياً حول التقنيات في علم الآثار، وتضمن الوثائقي ادعاء زعم أن عناصر فصائل المعارضة السورية تحصنوا داخل قلعة حلب لإطلاق النار على قوات نظام الأسد عام 2012، إلا أن هذا الادعاء عارٍ عن الصحة. 

عرضت قناة "دويتشه فيله - DW" الألمانية فيلماً وثائقياً حول التقنيات في علم الآثار، وتضمن الوثائقي ادعاء زعم أن عناصر فصائل المعارضة السورية تحصنوا داخل قلعة حلب لإطلاق النار على قوات نظام الأسد عام 2012، إلا أن هذا الادعاء عارٍ عن الصحة. 


وثائقي لـ(DW) يدعي أن فصائل المعارضة السورية تحصنت داخل قلعة حلب عام 2012

وثائقي لـ(DW) يدعي أن فصائل المعارضة السورية تحصنت داخل قلعة حلب عام 2012

نجم الدين النجم نجم الدين النجم   الأحد 06 كانون أول 2020

نجم الدين النجم نجم الدين النجم   الأحد 06 كانون أول 2020

نشرت قناة "دويتشه فيله - DW" الألمانية فيلما وثائقياً في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2018 بعنوان "استخدام التقنيات الفائقة في علم الآثار"، ويدور الفيلم حول استخدام التقنيات الرقمية الحديثة من قبل المختصين بعلم الآثار، وفوائد هذه التقنيات في مجال علم الآثار. 

وفي الدقيقة 8.46 ذكر الفيلم أنه في عام 2012 وفي مدينة حلب السورية "استخدم المتمردون المختبئون في الداخل القلعة، لإطلاق النار على القوات الحكومية". 

والنتيجة بحسب ما ورد في الفيلم "تحول 5 آلاف عام من التاريخ إلى تراب، خلال حرب أهلية وحشية"، في إشارة صريحة إلى دخول فصائل المعارضة لداخل قلعة حلب واستخدامها كموقع عسكري تمترسوا فيه. 

وعُرض الفيلم ذاته باللغة الألمانية عام 2017 لصالح قناة (Arte) الألمانية - الفرنسية، متضمناً الادعاء.

دحض الادعاء

تتبعت منصة (تأكد) هذا الادعاء الذي أورده الفيلم الوثائقي، بعدما أرسله أحد المتابعين لهيئة تحرير المنصة. 

بحثت منصة (تأكد) عن مواد مرئية في أرشيف وسائل الإعلام الموالية للنظام والمعارضة له على حد سواء، ولم تعثر على أي صورة أو فيديو يثبت صحة الادعاء المذكور، إنما عُثر على تقارير مرئية ميدانية من منطقة قلعة حلب في تلك الفترة (عام 2012) تشير إلى أن فصائل المعارضة كانت تخوض اشتباكات مع قوات النظام في الأحياء المحيطة بالقلعة، في محاولة لدخولها والسيطرة عليها، إلا أن ذلك لم يحصل قط، كما عُثر على تقارير عدة تثبت أن قوات النظام كانت تسيطر طوال تلك الفترة على القلعة.

وفي تقرير لقناة "العالم" الإيرانية نُشر في شهر 11 آب/ أغسطس 2012، يظهر المراسل الحربي للقناة (حسين مرتضى) وهو يتجول في قلعة حلب، وعند الدقيقة 1.38 يظهر المراسل عند باب القلعة ليقول إن "المسلحين" عندما حاولوا اقتحام القلعة، أقدموا على تفخيخ بابها الرئيسي، وقصفوا مدخلها بقذائف الهاون من أجل الدخول، بعد فشلهم في دخولها من أبواب أُخرى.

كما توصل فريق (تأكد) إلى تقرير ميداني آخر نشرته قناة الجزيرة في 4 آب/ أغسطس 2012، عن حصار فصائل المعارضة لقوات النظام المتواجدة داخل قلعة حلب، في سعي للسيطرة عليها. ويظهر قائد فصيل (لواء التوحيد) في الفيديو عند الثانية 0.22 متحدثاً عن سعي الفصائل للسيطرة على القلعة.

فضلاً عن ذلك، نشرت وكالة (رويترز) للأنباء تقريراً مكتوباً عام 2016 بعنوان "بعد خمس سنوات من الحرب.. تاريخ جديد لقلعة حلب"، وتحدث فيه الضابط برتبة عميد في قوات النظام (فواز إسماعيل) للوكالة قائلاً: "كان كل جهدهم (المسلحون) أن يأخذوا القلعة ولو أخذوها لكان كل شي خلص.. انتهت حلب"، مضيفاً أن "القلعة بقيت طوال الحرب تحت سيطرة الجيش السوري.. حامية الموقع كانوا في الداخل طوال الوقت".

كما تحدث عنصر من قوات نظام الأسد عن "قوّة حماية القلعة" لـ(رويترز) قائلاً: "حاول المسلحون السيطرة عليها مرات عدة، خلال الهجمات من محيط القلعة، وأكثر من ثلاث مرات تسللاً عبر الأنفاق، ولكن محاولاتهم باءت بالفشل بفضل صمود حامية هذه القلعة".

وإضافة إلى ذلك، أكيد ناشطون مدنيون شهدوا  المواجهات المسلحة في تلك الفترة بمدينة حلب، أن فصائل المعارضة لم تتحصن داخل قلعة حلب طيلة فترة تواجدها في أحياء المدينة منذ عام 2012 حتى خروجها عام 2016.


الاستنتاج

  1.  الادعاء الوارد في فيلم (دويتشه فيله) عن دخول فصائل المعارضة إلى داخل قلعة حلب، عارٍ عن الصحة. 
  2.  تقارير إعلامية ميدانية لوسائل موالية وغير موالية للنظام أكدت أن معارك كانت تجري بين الفصائل وقوات النظام في محيط القلعة، وأن الفصائل حاولت الدخول إلى القلعة ولم يحدث ذلك. 
  3. ضابط برتبة عميد وعنصر مجند من قوات نظام الأسد أكدا لوكالة (رويترز) أن قوات النظام كانت موجودة طوال الوقت داخل القلعة، وفصائل المعارضة لم تدخلها على الإطلاق.
المزيد من التصحيحات المتعلقة بـ:   سورية


كلمات مفتاحية: DW قلعة حلب حلب

آخر ما حُرّر

مواد ذات صلة


لقد أدخلنا تغييرات مهمة على سياستنا المتعلقة بالخصوصية وعلى الشروط الخاصة بملفات الارتباط Cookies،
ويهمنا أن تكونوا ملمين بما قد تعني هذه التغييرات بالنسبة لكم ولبياناتكم
سياسة الخصوصية المتعلقة بنا.
اطلع على التغييرات موافق