فيديو ستوري

تضليل



تداولت مواقع إخبارية ومستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الدردشة صوراً زعموا "أنها تتعلق بأحداث كشمير في الهند" مؤخراً، إلا أن الصور قديمة ولا ترتبط بالأحداث الأخيرة في الإقليم المتنازع عليه.

تداولت مواقع إخبارية ومستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الدردشة صوراً زعموا "أنها تتعلق بأحداث كشمير في الهند" مؤخراً، إلا أن الصور قديمة ولا ترتبط بالأحداث الأخيرة في الإقليم المتنازع عليه.


صور لا تعود لأحداث كشمير الأخيرة .. وتوضيح لما يحدث فيها
إقليم كشمير المتنازع عليه

صور لا تعود لأحداث كشمير الأخيرة .. وتوضيح لما يحدث فيها

محمد العلي محمد العلي   الأحد 10 تشرين أول 2021

محمد العلي محمد العلي   الأحد 10 تشرين أول 2021

الادعاء

نشرت مواقع إخبارية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ادّعِي أنها ملتقطة حديثاً في إقليم كشمير خلال أحداث العنف التي طالت المسلمين في الهند.

حيث نشر موقع يحمل اسم (كل يوم معلومة) يوم الأحد 10 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري مجموعة صور تحت عنوان: "مذبحة للمسلمين في كشمير تحدث الآن".

"صور التقطت في أحداث كشمير الأخيرة" | ادعاء مضلل

وتظهر الصور المنشورة مبنى يحترق إلى جانب ساحة مضرجة بالدماء، وأخرى لشخص يرتدي اللباس العسكري ويقوم بضرب آخر باللباس المدني، إضافة إلى صورة تظهر جثثاً وأخرى لفتاة وهي تبكي زُعم أنها ترتبط بالأحداث الأخيرة في كشمير.

وادّعى مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الدردشة بأن الصور المتداولة مصورة حديثاً في إقليم كشمير وتظهر الاعتداءات بحق المسلمين في الهند.

وساهمت عدة صفحات وحسابات على مواقع التواصل بنشر الصور ذاتها على أنها ملتقطة في كشمير حديثاً، يمكنكم الاطلاع على عينة منها في جدول مصادر الادعاء نهاية المادة.

اقرأ أيضاً:

هل رمى الهنود أصنامهم في النهر لأنها لم تنفعهم في مواجهة كورونا؟

ما حقيقة العثور على إنجيل يوافق ما جاء في القرآن؟

دحض الادعاء

أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً عكسياً للتحقق من صحة الصور المرفقة بادعاء أنها ملتقطة حديثاً في إقليم كشمير في الهند، فتبيّن أنَّها قديمة ولا ترتبط بالأحداث الأخيرة.

حيث قاد البحث إلى أن الصورة الأولى تظهر احتراق مزار صوفي في مدينة سريناغار في الهند ومنشورة في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2012.

احتراق مزار صوفي في مدينة سريناغار في الهند - 2012

وتبيّن أن الصورة الثانية نشرها موقع مصري في 12 آب/ أغسطس من العام 2019 على أنها تظهر ذبح أضاحٍ في عيد الأضحى، ما يؤكد بأنها لا تتعلق بأحداث كشمير الأخيرة.

صورة نشرت عام 2019 على أنها تظهر ذبح أضاحٍ في عيد الأضحى في مصر

كما أظهرت النتائج أن الصورة الثالثة نشرها موقع alamy المخصص لبيع الصور وكتب في وصفها "ضابط شرطة يضرب أحد المتظاهرين خلال موكب احتفالات النصر في جامو في 31 أغسطس 2008".

ضابط شرطة يضرب أحد المتظاهرين خلال موكب احتفالات النصر في جامو بالهند - 2008 | موقع alamy

كما أن صورة الأشخاص الذين ظهروا يرتدون الأكفان سبق أن نشرت عدة مرات خلال العام الفائت، ما ينفي ارتباطها بالأحداث الأخيرة في كشمير، ونشرت في 24 فبراير/ شباط 2020 على أنها تعود لحركات احتجاجية معارضة لقانون الجنسية الهندية، وليست لجثث مسلمين وقعوا ضحايا مذبحة للمتطرفين الهندوس.

Caption

وتبين أن الصورة الخامسة من تصوير وسيم أندرابي ومنشورة عبر موقع Getty Images، وكتب في وصفها "فتاة من قرية كشميرية تبكي أثناء تشييع جنازة جندي من الجيش في منطقة قازيبورا شاديورا في 20 مايو 2014 في سريناغار - الهند".

فتاة من قرية كشميرية تبكي أثناء تشييع جنازة جندي من الجيش - 2014 | موقع Getty Images

أما صورة الفتاة التي تتعرض للضرب منشورة في فبراير/ شباط 2017 على أنها تعود لمواجهات في جامعة دلهي في الهند.

قتاة تتعرض للضرب في مواجهات في جامعة دلهي في الهند - 2017

ماذا يحدث في كشمير؟

خلال العقود الماضية ظلت منطقة كشمير القريبة من جبال الهيمالايا محل نزاع بين الهند وباكستان، فمنذ تقسيم الهند وقيام باكستان عام 1947 وقعت حربان بين البلدين حول منطقة كشمير ذات الأغلبية المسلمة، والتي يطالب البلدان بالسيادة عليها.

وتعد كشمير اليوم واحدة من أكثر المناطق المدججة بالسلاح في العالم، فيما تدير الصين أجزاء من الإقليم، وكانت كشمير دائماً موضع خلاف بين كل من باكستان والهند، حتى قبل الاستقلال عن بريطانيا عام 1947.

فبموجب خطة التقسيم المنصوص عليها في قانون الاستقلال الهندي، كان لدى كشمير الحرية في اختيار الانضمام إلى الهند أو باكستان، واختار وقتها حاكمها هاري سينغ الهند، فاندلعت الحرب عام 1947 واستمرت مدة عامين.

ويشكل المسلمون في ولايتي جامو وكشمير الخاضعتين للإدارة الهندية أكثر من 60 في المئة من نسبة السكان، مما يجعلها الولاية الوحيدة داخل الهند ذات الغالبية المسلمة، وتشهد أعمال عنف ضد المسلمين فيها.

وفي 27 أيلول/ سبتمبر الماضي استنكر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ما يتعرض له المسلمون في الهند، وبخاصة في ولاية آسام الهندية، من العنف الممنهج والقتل وأشكال الاضطهاد في حقوقهم وحريتهم الدينية وحياتهم الاجتماعية، ومحاولات إكراههم على التهجير من بيوتهم.

وطالب الأمين العام للاتحاد الأممَ المتحدة والدول الإسلامية والعربية بـ "إيقاف هذه الجرائم التي تصل إلى جرائم حرب ضد الإنسانية"، ودعا الحكومة الهندية إلى "احترام كافة الحقوق والحريات الدينية والاجتماعية للأقلية المسلمة".

وقالت وكالة الأنباء الأمريكية (أسوشيتد برس) يوم الأحد 10 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري نقلا عن مسؤولين محليين إن القوات الحكومية الهندية اعتقلت ما لا يقل عن 500 شخص في حملة قمع واسعة في كشمير التي تسيطر عليها الهند، بعد سلسلة من الهجمات المشتبه بها للمتشددين وعمليات القتل في المنطقة المتنازع عليها.

وتقول الشرطة المحلية إن مسلحين ينتمون إلى جماعة جبهة المقاومة المتمردة أطلقوا النار وقتلوا سبعة أشخاص منذ الأسبوع الماضي، مما رفع عدد قتلى مثل هذه الهجمات هذا العام إلى 28 شخصا، منهم 21 من المسلمين، وينتمي سبعة منهم إلى الأقليات الهندوسية والسيخية.

اقرأ أيضاً:

هل دخل الهندوس الإسلام بعد تفشي وباء كورونا في الهند؟

هل لجأت السلطات الصحية في الهند إلى علاج مصابي كورونا بالقرآن؟

لقاح تأكد:

ندعوك لتلقي جرعات "لقاح المعلومات المضللة" لتحصن نفسك ضد الأخبار المضللة والمعلومات الكاذبة.


الاستنتاج

  1. الصورة الأولى تعود إلى حريق اندلع في مقام صوفي في الهند عام 2012.

  2. الصورة الثانية منشورة عام 2019 على أنها تعود إلى ذبح أضاحٍ في مصر.

  3. الصورة الثالثة تعود لضابط شرطة يضرب أحد المتظاهرين في جامو بالهند عام 2008.

  4. صورتا الجثامين نشرتا ضمن احتجاجات على قانون الجنسية الهندية في شباط من العام 2020.

  5. صورة الفتاة التي تبكي قديمة ونشرت في 2014، وأخرى للفتاة التي تتعرض لاعتداء بالضرب تعود إلى مواجهات في جامعة دلهي عام 2017.

  6. يتعرض المسلمون في كشمير إلى العنف الممنهج والقتل وأشكال الاضطهاد في حقوقهم وحريتهم الدينية وحياتهم الاجتماعية، ومحاولات إكراههم على التهجير من بيوتهم.

  7. هذه المادة أدرجت في قسم (تضليل)، كون المحتوى يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب، بحسب (منهجية تأكد).
المزيد من التصحيحات المتعلقة بـ:   الهند

مصادر الادعاء

آخر ما حُرّر

مواد ذات صلة

المزيد من الغرب والإسلام


لقد أدخلنا تغييرات مهمة على سياستنا المتعلقة بالخصوصية وعلى الشروط الخاصة بملفات الارتباط Cookies،
ويهمنا أن تكونوا ملمين بما قد تعني هذه التغييرات بالنسبة لكم ولبياناتكم
سياسة الخصوصية المتعلقة بنا.
اطلع على التغييرات موافق