أثارت صورة نُشرت لشخص زُعم أنه قاتل الفنانة السورية ديالا صلحي الوادي، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد إعلان وزارة الداخلية السورية إلقاء القبض على القاتل الحقيقي، الذي تبيّن أن ملامحه تختلف عن ملامح الشخص الظاهر في الصورة المتداولة. هذا التناقض دفع البعض إلى التشكيك في الاعترافات التي أدلى بها القاتل، والتي أقر فيها بارتكاب الجريمة بدافع السرقة، بالتعاون مع زوجته التي تعمل في منزل الضحية.
لاحقًا، انتشرت نظرية مؤامرة للتشكيك في تلك الاعترافات، حيث روج لها عدد من المستخدمين، من بينهم حساب يحمل اسم "الإعلامي وحيد يزبك"، وزعم أصحاب النظرية أن الجريمة تم إلصاقها بشخص آخر، قد يكون معتقلًا سابقًا أو لا علاقة له بالجريمة، معتبرين أن "في ظل الفوضى وغياب الأمن وسيطرة مشايخ أميين ومتطرفين إسلاميين على السلطة، يمكن ارتكاب مثل هذه الأفعال"، بحسب وصفهم.
نشرت وسائل إعلام محلية وحسابات شخصية بمواقع التواصل الاجتماعي يوم الإثنين 4 آب/أغسطس 2025 صورة لشخص بدت كأنها ملتقطة عبر كاميرات المراقبة يحمل بيده حقيبة صغيرة، زاعمة أنه قاتل ديالا صلحي الوادي.
وعرض تلفزيون سوريا الصورة بعد إخفاء ملامح الشخص في أحد تقاريره التي تناولت الجريمة مشيرا إلى أن مصدر الصورة "ناشطون" لم يسمهم.
في حين نشر "المرصد السوري" الصورة دون أي تعديل عبر صفحة الرسمية والحساب الشخصي لمديره أسامة سليمان (رامي عبد الرحمن) وزعم في وصفها أنها لـ "قاتل ديالا صلحي الوادي" واكتفى بارفاق وسم "متداول" مع المنشور الذي حظي بتفاعل وانتشار واسعين.
بعد ساعات أعلنت وزارة الداخلية القبض على مرتكب جريمة قتل المغدورة ديالا صلحي الوادي داخل منزلها في حي المالكي بمدينة دمشق، وذلك بدافع السرقة، دون الكشف عن وجه الجاني، قبل أن يظهر في فيديو مصور لتلفزيون سوريا وهو يعيد تمثيل جريمته.
المحتوى الذي يحرص على تضمين خططا خفية لمؤامرة ما ويقوم بالبناء على هذا الأساس بما يدعم توجها ما أو استنتاجا ما، دون أدلة أو قرائن واضحة ومثبتة.
تعرف أحد شهود العيان ويدعى محمد عادل الشاطر على القاتل الحقيقي، سارداً تفاصيل ما شهده مجدداً، بعد أن ظهر في فيديو سابق يشرح على كاميرات المراقبة ملابسات مطاردته وهروبه عقب تهديده بسلاح أبيض.
وبالبحث عن الصورة موضع الادعاء، تبيّن أنها تعود لقضية أخرى تتعلق بسرقة محتويات سيارة، حيث حصلت "تأكد" على تسجيل صوتي للمتضرر من الحادثة المدعو محمد أبو زيد، يبيّن أن الصورة لشاب يحمل حقيبة تحتوي على أوراق شخصية خاصة بالسيارة إضافة للبطاقة البنكية وأوراق غرفة الصناعة، وأن السارق رمى بالأوراق في منطقة المزة غربية، دون التمكن من الوصول إليها حتى الآن.
وتبعاً لما اتضح، تهيب منصة "تأكد" بوسائل الإعلام ومستخدمي مواقع التواصل الامتناع عن تداول صور أشخاص ووسمهم باتهامات في جرائم لم يرتكبوها، لما يشكّله ذلك من خطر على حياتهم وسلامتهم.
أعلنت وزارة الداخلية السورية، أمس الإثنين، عن إلقاء القبض على قتلة الفنانة ديالا الوادي وكشف ملابسات الجريمة التي وقعت في حي المالكي بالعاصمة دمشق، وذلك عقب تلقي بلاغ من أحد سكان الحي بوجود حركة مشبوهة في المبنى، ما أثار الشكوك بوقوع أمر خطير داخل المنزل، قبل العثور على جثة الفنانة في منزلها.
وكشفت مراجعة كاميرات المراقبة عن هوية القاتل، وتمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد تحركاته، ما أسهم في تعقبه والوصول إليه خلال وقت قصير، وعقب القبض عليه أعاد القاتل تمثيل جريمته داخل منزل المغدورة في حي المالكي بالعاصمة دمشق.
وأكد شاهد العيان محمد عادل الشاطر، أن القاتل خرج من المبنى وهو مبلل بالكامل ومرتبك ما أثار شكوكه، ليقرر ملاحقته حتى نزلة ساحة الأمويين، حيث تعارك معه محاولاً الإمساك به، إلا أن الجاني استلّ سكيناً وفرّ هارباً، بعد أن قفزَ داخلَ سيارةٍ مرّت في المكان.
وأفادت شهادات أخرى بأن القاتل دخل إلى منزل الضحية بمساعدة خادمة تعمل لديها، وتبيّن لاحقاً أنها زوجته، حيث سهّلت له الدخول إلى الشقة لسرقتها، قبل أن تتحول عملية السرقة إلى جريمة قتل.