تداولت حسابات في فيسبوك وإكس في 11 آب/ أغسطس 2025 مقطع فيديو زعمت أنه يُظهر "المجرم المتخفي بهوية ممرض الذي تم قتله بعد مهاجمة الأمن العام والجيش في السويداء"، في إشارة لضحية الإعدام الميداني داخل مشفى السويداء الوطني والتي انتشر تسجيل يُظهرها يوم الأحد 10 آب/ أغسطس الجاري.
يُظهر المقطع شاباً يرتدي ملابس الكادر الطبي، رفقة شاب آخر يصوره ويتكلم بهمس داخل غرفة في مشفى، وحاز مرفقاً بالادعاء على انتشار واسع في الموقعين المذكورين، تجدون عينة من الحسابات المساهمة بنشره في قائمة "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
تحقق فريق منصة (تأكد) من صحة الفيديو ودعاء أنه يُظهر "المجرم المتخفي بهوية ممرض الذي تم قتله بعد مهاجمة الأمن العام والجيش في السويداء"، وتبين أن الادعاء مضلل.
إذ أظهر البحث العكسي أن الفيديو لشاب يدعى عبد الرحمن طالب وأعاد نشره حديثاً، بينما يعود تاريخ نشره لأول مرة إلى 26 آذار/مارس 2025، على أنه "فيديو من يوم حصارنا في مشفى العثمان باللاذقية من قبل فلول الأسد".
وبيّن طالب في تصريح خاص لمنصة "تأكد" أن المقطع صوّر بتاريخ 6 آذار/ مارس 2025، أثناء إسعافهم مصور قناة الجزيرة وحصارهم داخل مشفى العثمان في اللاذقية، عقب هجمات فلول النظام المخلوع وانتشارهم ضمن منطقة الزقزقانية.
في 10 آب/أغسطس 2025، انتشر مقطع فيديو يوثق إعداماً ميدانياً في مشفى السويداء الوطني، وأجرى فريق تأكد تحققاً من اللقطات وطابقها مع تسجيلات كاميرا المراقبة على مدخل المشفى، وتبين أن الفيديو صحيح.
وبيّن التحقق أن المقطع صُوِّر بتاريخ 16 تموز/ يوليو الماضي، وتُظهر لقطات من كاميرا المدخل في نفس التاريخ أن اثنين على الأقل من المنفذين كانوا داخل المشفى لحظة الجريمة، أحدهما يرتدي زي الأمن العام، والآخر بملابس عسكرية.
وأرفقت "تأكد" نسخة مطوّلة من الفيديو نفسه، بعدما شكّك مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي في صحته بحجة أن المقطع المتداول لا يتضمّن بصمة التوقيت وتاريخ التصوير التي تظهر عادة على كاميرات المراقبة الأمنية.
واحتوت النسخة المنشورة على البصمة الزمنية، وتُظهر اللحظات الأولى لاقتحام المسلحين المشفى، وصولًا إلى لحظة تنفيذ عملية الإعدام، التي كان ضحيتها –بحسب مصادر متطابقة– المهندس السوري محمد بحصاص، الذي التحق بالكادر الطبي في المشفى نظرًا لنقص الكوادر الصحية أثناء الأحداث التي شهدتها السويداء، كما تقول المصادر.