رسالة أخبارية من مراسل منصة "تأكد" في جرمانا:
مساء أمس الجمعة 28 شباط/فبراير، دخلت سيارة تابعة لإحدى الجهات الأمنية عبر المدخل الأساسي من جهة المحلق الجنوبي، وتوقفت عند حاجز محلي يتبع لفصيل يُعرف باسم "درع جرمانا"، الذي طلب من ركاب السيارة تسليم أسلحتهم قبل الدخول إلى المدينة. وبعد أن امتثل عناصر السيارة للطلب وسلّموا أسلحتهم، نشب خلاف كلامي بينهم وبين عناصر الحاجز، مما أدى إلى إطلاق النار من قبل عناصر الحاجز باتجاه السيارة، وأسفر ذلك عن مقتل عنصر أمني وإصابة آخر بجروح.
احتجز عناصر الحاجز العنصر المصاب وجثمان العنصر القتيل، في حين أنكر فصيل "درع جرمانا" مسؤوليته عن الحادثة. وبعد تواصل الجهات الأمنية مع وجهاء المدينة، تم تسليم الجريح وجثمان القتيل إلى الجهات المعنية.
وتواصلت الجهود بين الأجهزة الأمنية في ريف دمشق ووجهاء جرمانا لمحاسبة المتورطين في الحادثة، كما جرى بحث إعادة تفعيل قسم شرطة ناحية جرمانا، الذي توقف عن العمل بسبب التوتر الأمني.
اليوم السبت، تصاعد التوتر الأمني، واندلعت اشتباكات متقطعة بين القوات الأمنية والفصائل المحلية على أطراف جرمانا، مما أسفر عن مقتل مدني وإصابة خمسة أشخاص بجروح.
من جهة أخرى، أصدرت مشيخة عقل الطائفة الدرزية في جرمانا بيانًا دعت فيه إلى ضبط النفس، وقدمت التعازي بعنصر الأمن القتيل، مؤكدة أن الفاعلين لا يمثلون أعراف وتقاليد الطائفة، وأنه سيتم رفع الغطاء عنهم وتسليم كل من يثبت تورطه إلى القضاء لينال جزاءه العادل. كما شددت المشيخة على ضرورة إعادة تفعيل مركز ناحية جرمانا، وتزويده بكوادر قادرة على التعامل بحكمة ومسؤولية.
مع حلول الليل، بدأت الأوضاع بالتهدئة، حيث وصل وفد من محافظة السويداء، يضم الشيخ ليث البلعوس، قائد فصائل "قوات شيخ الكرامة"، إلى جرمانا بهدف التفاوض وإنهاء حالة التوتر الأمني، في خطوة جاءت استجابة لجهود العقلاء منذ بداية الأزمة.