صورتان نشرتا من قبل حسابات شخصية على موقع تويتر ومواقع إعلامية يمنية، تظهر إحداهما فتاة تبكي مصابة بجروح وعلى وجهها غبار، أما الصورة الأُخرى تظهر رجلاً يحتضن طفلاً وطفلة وعلى ملابسهم غبار كثيف.
وادعت تلك الحسابات والمواقع أن الصور تعود لمدنيين جرحى نتيجة قصف للتحالف السعودي - الإماراتي على محافظة الجوف اليمنية شمال العاصمة صنعاء. ويمكن الاطلاع على عيّنة من المواقع والحسابات التي نشرت الصور هنا وهنا وهنا.
كما نشر الصحافي والكاتب اليمني عباس الضالعي عبر حسابه الشخصي في تويتر صورة الطفلة المصابة، في ١٥ يوليو/ تموز الجاري، وقال إنها "الطفلة الوحيدة الناجية من مجزرة الطيران السعودي الإماراتي بمحافظة الجوف"، وحصدت التغريدة مئات الإعجابات وأكثر من ٣٠٠ إعادة تغريد.
المحتوى القديم الصحيح الذي يُستحضر مع حدث جديد مشابه، بحيث يظهر المحتوى القديم على أنه جزء من الحدث الجديد.
فريق منصة تأكد تتبعّ الصور المنشورة، للتأكد من صحة الادعاءات المنتشرة حول الصورتين، وإذا ما كانت تعود فعلاً لأطفال جرحى في اليمن، وتبيّن أن الصورتين المنشورتين ليستا لأطفال جرحى نتيجة قصف طائرات سعودية - إماراتية على محافظة الجوف اليمنية.
واتضح أن الصورة الأولى التي تظهر الطفلة الباكية -وهي الأكثر انتشاراً- تعود لطفلة سورية أُصيبت بقصف لقوات النظام على مدينة بنّش في محافظة إدلب السورية، منذ سنوات عدة.
وبعد تتبع مصدر الصورة عبر طريقة البحث العكسي، وصلنا إلى أن الصورة نُشرت أول مرة من قبل منظمة "المجمع الطبي الإسلامي" في بنّش، في ١٩ سبتمبر/ أيلول عام ٢٠١٤ وعلّقت المنظمة على الصورة المنشورة برفقة صور أُخرى بأنها "إصابات لأطفال ونساء جرّاء قصف بنش من قبل الحربي والمدفعية"، وفي ذات التاريخ نشر ناشطون سوريون صورة للطفلة ذاتها من زاوية مختلفة.
أما الصورة الثانية التي تُظهر رجلاً يحتضن طفلين خائفين من القصف، تبيّن أيضاً أنها لم تُلتقط في اليمن بل في سوريا.
وزوّد أحد متابعي مجموعة "تأكد عالحارك" التابعة فريق المنصة بمصدر الصورة، الذي يثبت بأن الصورة التُقطت قبل قرابة أربع سنوات، أثناء قصف لقوات النظام على مدينة دوما، بريف دمشق.
ونُشرت الصورة من قبل الناشط الإعلامي الذي التقطها (فراس عبد الله)، في ٢٣ آب/ أغسطس ٢٠١٦ بدوما في الغوطة الشرقية، وعلقّ عليها: "دوما الآن.. الطفولة المعذّبة".
وتتهم (هيومن رايتس ووتش) أطراف النزاع في اليمن بمن فيهم السعودية والإمارات بارتكاب جرائم حرب في اليمن.