نشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) و(تويتر) و(يوتيوب)، تسجيلاً مصوراً للمستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل) عن حرية التعبير وضوابطها، جاء فيه على لسانها: "نحن لدينا حرية تعبير.. لو عبرت عن رأيك بشكل حاد، يجب عليك أن تعيش مع حقيقة كونك شخص متناقض. حرية التعبير المطلقة لا تأتي دون تكلفة. حرية التعبير أيضاً لها حدود. هذه الحدود تبدأ مع انتشار الكراهية. تبدأ عندما تنتهك كرامة الآخرين…".
كما نشرت بعض الحسابات هذه التصريحات مرفقة بصورة للمستشارة الألمانية، إضافة إلى تصريح إضافي نُسب إلى ميركل تقول فيه إن "الإسلام جزء من ألمانيا".
وادعت الحسابات والصفحات أن تصريحات (ميركل) المذكورة، جاءت رداً "مزلزلاً" و"حاد اللهجة" منها على الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون)، وانتشرت هذه التصريحات بصيغتها المذكورة بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي وحصدت آلاف المشاركات. يمكنك الاطلاع على عيّنة من الحسابات والصفحات التي نشرت هذه التصريحات هنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا.
المحتوى الذي يعتمد على حقائق لكن يتم توظيفها في سياق غير صحيح بما يؤدي إلى عكس هذه الحقائق.
تتبعت (تأكد) التصريحات المتداولة والمنسوبة للمستشارة الألمانية، للتحقق من صحتها، وإذا ما جاءت رداً على الرئيس الفرنسي.
وعقب عملية البحث، اتضح أن التسجيل المتداول لـ(ميركل) ليس رداً منها على تصريحات الرئيس الفرنسي (ماكرون)، بل مجتزأ من خطاب ألقته أمام البرلمان في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2019 تحدثت فيه عن حرية التعبير في ألمانيا.
كما أن تصريح (ميركل) حول أن "الإسلام جزء من ألمانيا" قديم أيضاً، وقالته ميركل أول مرة في يناير/ كانون الثاني 2015، ولم تصرّح به مؤخراً كرد على (ماكرون).
وآخر تعليقات ميركل على الأحداث الأخيرة في فرنسا كان يوم أمس الخميس، عقب هجوم إرهابي راح ضحيته ثلاثة أشخاص في كاتدرائية نوتردام بمدينة نيس الفرنسية. وقالت (ميركل): "أشعر بصدمة كبيرة إزاء عمليات القتل الوحشية في الكنيسة في نيس. أفكاري مع أقارب القتلى والجرحى. ألمانيا تقف مع فرنسا في هذا الوقت الصعب"، وكانت قد نددت (ميركل) الأسبوع الماضي بتصريحات الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) ضد (ماكرون) ووصفتها بـ"التشهيرية" و"غير المقبولة".