المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
نشرت قناة الميادين تقريرًا مصورًا عبر منصة "إكس" يوم الجمعة، 4 نيسان/أبريل، زعمت فيه أنه يوثق لحظة لمّ شمل أحد المقاتلين في سوريا مع والده القادم من الصين، وتناول التقرير مصير المقاتلين الأجانب في البلاد.
وأظهرت نسخة أخرى من الادعاء، والفيديو المرافق لها، نُشرت عبر حساب مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أسامة سليمان، المعروف باسم رامي عبد الرحمن، على موقع فيسبوك، رجلًا مسنًا يتحدث باللغة التركية وهو يعانق شخصًا أجنبيًا في ساحة الجامع الأموي بدمشق، قبل أن يستأذنه لالتقاط صورة معه.
وحظي هذا الادعاء بانتشار واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن تداولته صفحات وحسابات عديدة، ويمكنكم الاطلاع على عينة منها في قسم "مصادر الادعاء".
أجرى فريق منصة "تأكد" بحثًا للتحقق من صحة الفيديو الذي يُزعم أنه يُظهر "لم شمل أحد المقاتلين في سوريا مع والده القادم من الصين"، وتبيّن أن هذا الادعاء مضلل.
وأظهرت نتائج البحث العكسي عبر موقع InVID أن مقطع الفيديو منشور بتاريخ 31 آذار الماضي، أول أيام عيد الفطر، على حساب يحمل اسم "muhojir_tactical" على منصة إنستغرام، ويعود لمقاتل أوزبكي يُدعى أيوب هوك، المعروف بلقب "أبو دجانة الأوزبكي".
ونشر "أبو دجانة" الفيديو المشار إليه عبر حسابه، الذي يتابعه نحو 86 ألف متابع، مرفقًا بتعليق قصير باللغة التركية جاء فيه: "عم تركي"، دون أن يشير إلى أن الرجل والده أو أنه قادم من الصين.
يُعدّ ملف المقاتلين الأجانب من أكثر الملفات تعقيدًا في سوريا، وقد برز بشكل لافت بعد سقوط النظام المخلوع، ويشكّل تحديًا من بين تحديات عديدة تواجه الحكومة السورية الجديدة.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن وكالة "رويترز" نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة سلّمت سوريا قائمة شروط ترغب في أن تفي بها دمشق مقابل تخفيف جزئي للعقوبات، من بينها ضمان عدم تولي أجانب مناصب قيادية في الحكومة. وقد عيّنت سوريا بالفعل بعض المقاتلين الأجانب السابقين، بمن فيهم منتمون إلى قومية الأويغور، بالإضافة إلى أردني وتركي، في وزارة الدفاع، وهي خطوة أثارت قلقًا لدى عدد من الحكومات الأجنبية.