ادعى المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى جانب حسابات على موقعي فيسبوك وإكس، أن الشيخ ليث البلعوس فرّ إلى لبنان، مشيرين إلى أن الجيش اللبناني فرض طوقاً أمنياً حول فندق "راج" في منطقة عاليه، عقب تداول معلومات تفيد بوجوده داخله. وأضافت تلك الحسابات صور زعمت أنها توثق مجموعة من الشبان الدروز حاولوا اقتحام الفندق وسط إطلاق نار، ما استدعى تدخل الجيش لإخراجه من المكان وتأمين حمايته.
وحاز الادعاء على انتشار واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن الاطلاع على عينة من الحسابات المساهمة بنشره في قسم "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتعارض بالكامل مع حقائق مثبتة وجرى تأليفه بالكامل ولا أساس له من الصحة.
نفى الشيخ ليث البلعوس، في تصريح لمنصة "تأكد"، الادعاءات التي تحدثت عن مغادرته الأراضي السورية إلى لبنان، مؤكداً أنه لا يزال متواجداً في محافظة السويداء. وأشار إلى أنه سيتحدث قريباً في ظهور إعلامي يهدف إلى وضع حد للشائعات المتداولة حول مكان وجوده وظروف غيابه، مشدداً على تمسّكه بمواقفه وارتباطه بأهله وبيئته المحلية، وعلى استمراره في أداء دوره داخل المحافظة.
بدوره، أكد مراسل "تأكد" في السويداء أن البلعوس يقيم في منطقة المزرعة، وهي ذاتها التي انطلقت منها حركة "شيخ الكرامة" ولا يزال مستقراً فيها دون أن يغادرها بشكل دائم أو يسافر خارج البلاد. كما أن الشيخ يواصل التعاون مع مؤسسات الدولة السورية، إلى جانب سليمان عبد الباقي، في إطار جهود تهدف إلى تعزيز التهدئة ومعالجة القضايا العالقة، بما يسهم في استقرار السويداء وتحسين أوضاعها الأمنية والاجتماعية.
نشر محمد علاء غانم، رئيس السياسات في التحالف الأميركي من أجل سوريا، يوم الخميس 31 تموز/يوليو 2025، صورة جمعته بشيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز ليث البلعوس، وأشار في منشوره إلى أن اللقاء جرى داخل الأراضي السورية، وعبّر عن تقديره لمواقف الشيخ البلعوس التي وصفها بـ"الوطنية والحكيمة"، مشيدًا بتمسّكه بوحدة البلاد ورفضه للطائفية، وحرصه على تجنيب محافظة السويداء الانزلاق في أتون الفتنة، في وقت تشهد فيه المحافظة توترات أمنية وخطابات متباينة بشأن موقعها من الدولة السورية الجديدة.
وبالاعتماد على تحليل بصري أجراه فريق المنصة، تبيّن أن الصورة التي يظهر فيها البلعوس إلى جانب محمد علاء غانم، التُقطت داخل مطعم الليوان الواقع ضمن فندق الداما روز في العاصمة السورية دمشق. ويستند هذا التحديد المكاني إلى تطابق واضح بين عناصر معمارية وزخرفية ظاهرة في الصورة الشخصية، وبين صورة أرشيفية موثقة للمطعم، أبرزها الأقواس المزخرفة، وحدات الإنارة الجدارية المثلثة، وتفاصيل الأرضية الحجرية وشجرة النخيل في الخلفية.
كما يُلاحظ تطابق لوني لافت بين الصور، إذ تتشابه درجات الخشب الداكن في الجدران، وألوان الأرضية الرمادية، ويُعد هذا التطابق مؤشرًا موثوقًا يؤكد تواجد الشيخ ليث البلعوس في دمشق لحظة التقاط الصورة، ما يدحض الادعاءات التي زعمت وجوده في لبنان.
يتعرّض ليث البلعوس، لحملة ممنهجة من التخوين والتشكيك بمصداقيته، تطال دوره ومكانته داخل المحافظة. وتشمل هذه الحملة اتهامات بالعمالة والانحياز، تُروَّج عبر منصات رقمية وصفحات محلية، وتستهدف تقويض صورته كمرجعية دينية واجتماعية، في وقت يشهد فيه جنوب سوريا حالة من التوتر والانقسام. وتتركّز هذه الهجمات على خلفية تحركاته الأخيرة ومساعيه لاحتواء التوتر الأمني وتفعيل دور الوساطة بين المكوّنات المحلية ومؤسسات الدولة.
ورغم تصاعد هذه الحملات، يُواصل الشيخ البلعوس أداء دور فاعل في الشأن العام، من خلال التنسيق مع وجهاء ومبادرات محلية تهدف إلى تعزيز الاستقرار ومنع الانزلاق في العنف الداخلي. كما يحتفظ البلعوس بعلاقاته مع الفاعلين على الأرض، بما فيهم بعض الأطر الرسمية، ساعياً إلى الوصول لحلول تُجنّب السويداء مزيداً من الفوضى. وترى مصادر محلية أن الحملة التي يتعرض لها تأتي ضمن محاولات لإضعاف أي صوت معارض لحكمت الهجري داخل المحافظة، خاصة تلك التي ترفض خطاب الانفصال والتجييش الطائفي.