تداولت حسابات على موقع إكس يوم الأحد 13 نيسان/ أبريل 2025، مقطع فيديو يُظهر طفلة صغيرة منقبة، تقوم بقطع رأس دمية بواسطة سكين، بينما تُنشد أنشودة جهادية، فيما تختتم اللقطات بمقطع صوتي للنسخة الاصلية من الأنشودة.
وزعم متداولو المقطع أنه حديث ويظهر واقع الأطفال السوريين في ظل السلطة الجديدة التي تحكم سوريا، وأرفق معه ادعاء باللغتين العربية والإنكليزية يقول "هذا ما يدرس للأطفال السوريين بعد استيلاء الجولاني على السلطة في سوريا".
وحظي مقطع الفيديو المشار إليه والادعاء الذي رافقه بآلاف المشاهدات على مواقع إكس، بعد أن ساهمت عدة حسابات بإعادة نشره بصيغ مختلفة، تطلعون على عينة منها في قسم "مصادر الادعاء".
أجرى فريق منصة تأكد بحثاً للتحقق من صحة فيديو الطفلة والادعاء المرفق الذي يزعم أن "هذا ما يُدرّس ويُعلّم للأطفال السوريين بعد استيلاء الجولاني على السلطة في سوريا"، فتبين أن الادعاء مضلل.
إذ أظهرت نتائج البحث العكسي، باستخدام أداة InVid، أن المقطع الوارد في الادعاء يعود في الأصل إلى مقطع نشر عبر حسابات داعمة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على تطبيق تيليغرام في العام 2016.
وفيما يلي نسخة نُشرت على موقع "MEMRI"(معهد الشرق الأوسط للإعلام) بتاريخ 3 آب/ أغسطس 2016، بعنوان (Little Girl Sings ISIS Song, Beheads Doll).
استخدم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وسائل التواصل الاجتماعية كأداة مركزية في استراتيجيته الدعائية، مستفيدًا من ميزاته في التشفير والبث الواسع. بعد تضييق الخناق على حساباته في منصات مثل إكس (تويتر سابقاً)، انتقل التنظيم إلى تيليغرام في عام 2015، مستغلًا خاصية "القنوات" التي تتيح البث لمئات الآلاف من المتابعين. أنشأ التنظيم قنوات مثل "ناشر" و"أعماق" لنشر بياناته ومقاطع الفيديو الدعائية، بما في ذلك إعلانات عن هجمات وتسجيلات لعمليات إعدام. كما استخدم التطبيق لتوزيع أدلة لصنع المتفجرات وتجنيد الأفراد، مستفيدًا من صعوبة تتبع المحتوى المشفر.
على الرغم من جهود "تيليغرام" في إغلاق العديد من القنوات المرتبطة بالتنظيم، إلا أن داعش استمر في استخدام المنصة بطرق متجددة، مثل إنشاء قنوات جديدة بعد إغلاق القديمة. أدى هذا الاستخدام المكثف إلى تصنيف "تيليغرام" كمنصة مفضلة للجماعات الإرهابية، مما دفع بعض الحكومات، مثل أستراليا، إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد الشركة لعدم كفاية جهودها في مكافحة المحتوى المتطرف.