تداولت حسابات على موقع إكس يوم الاثنين 21 نيسان/ أبريل 2025، صورة تُظهر عدداً من الفتيات يرتدين ملابس بيضاء داخل قفص حديدي محمول على مركبة، وأرافقت الصورة بادعاء يزعم أنها توثق عرض سبايا إيزيديات لعملية في "ساحة الساعة" بمدينة إدلب السورية.
وحظي الادعاء بآلاف المشاهدات على موقع إكس، بعد أن ساهمت عدة حسابات ووسائل إعلام بإعادة نشره بصيغ مختلفة، تطلعون على عينة منها في قسم "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً للتحقق من صحة الادعاء، الذي يزعم أن الصورة توثق عرض سبايا إيزيديات في "ساحة الساعة" بمدينة إدلب، فتبين أنه مضلل.
إذ أظهرت نتائج البحث العكسي، باستخدام أداة TinEye، أن الصورة لا علاقة لها بسوريا أو بالإيزيديين، بل تعود إلى تظاهرة نُظّمت في محافظة الإسكندرية بمصر بتاريخ 7 كانون الأول/ ديسمبر 2013، احتجاجاً على سجن 21 فتاة، بينهن سبع قاصرات، شاركن في مظاهرة مؤيدة للرئيس المصري المعزول محمد مرسي. وجُسّد خلال الاحتجاج مشهد رمزي تم فيه وضع فتيات داخل قفص حديدي، كجزء من رسالة احتجاجية على ما وصفه المنظمون بأنه ظلم قضائي.
وأظهر البحث أيضاً أن صحيفة The Times البريطانية نشرت في العام 2017 الصورة المشار إليها في قصة حول شاب إيزيدي يعثر عبر الإنترنت على صورة لشقيقته وزوجته معروضتين للبيع كسبايا، بعد أكثر من عامين على اختطافهما من قبل تنظيم داعش، وأشارت التايمز للصورة على أنها تعود لنساء إيزيديات "سيتم إحراقهن بعد رفضهن ممارسة الجنس مع مقاتلي داعش" بحسب الوصف الذي أرفقته معها.
و لم تُرفق الصحيفة أي توضيح يبين زمن أو مكان التقاط الصورة، وإنما قدمتها ضمن سياق يرتبط بجرائم موثقة ارتكبها التنظيم ضد الإيزيديين، دون أن تتحقق من مصداقية الصورة نفسها.
ارتكب تنظيم (داعش) في عام 2014 جرائم واسعة النطاق بحق الأقلية الإيزيدية في العراق، حيث اختطف آلاف النساء والأطفال، وأخضعهم للاستعباد الجنسي. وقد وثّقت الأمم المتحدة هذه الانتهاكات، مشيرة إلى أن التنظيم استعبد نحو 3,500 شخص، معظمهم من النساء والأطفال الإيزيديين، واعتبرت أن هذه الأفعال قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وربما إبادة جماعية.
علاوة على ذلك، استفاد التنظيم ماليًا من هذه الجرائم، حيث جمع مبالغ ضخمة من بيع الرهائن، وقد قدّرت وزارة الخزانة الأمريكية أن التنظيم حصل على نحو 20 مليون دولار من عمليات الاختطاف مقابل الفدية في عام 2014.