هذا الفيديو لا يظهر سرقة أبراج التوتر العالي في مناطق سيطرة قسد

رافي برازي
calendar_month
نشر: 2025-04-25 , 8:35 م

الادعاء

تداولت حسابات على موقع إكس ويوتيوب مؤخراً، مقطع فيديو يُظهر شخصًا يقصّ قواعد أحد أبراج التوتر العالي باستخدام أداة قطع، مما أدى إلى سقوط البرج بشكل مباشر بعد انتهاء عملية القص. وأرفق المقطع بادعاء يزعم أن هذا الحادث وقع في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بهدف سرقة الحديد.​

كما أرفقته حسابات أخرى في فيسبوك بادعاء يزعم أنه يوثق انهيار أبراج التوتر العالي في ريف الحسكة. وحاز الادعاء انتشارًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، تجدون عينة من الحسابات التي ساهمت في نشره ضمن قائمة "مصادر الادعاء".

تضليل

المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.

دحض الادعاء

أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً للتحقق من صحة الفيديو والادعاء المرفق الذي يزعم أن سارقي الحديد فككوا أبراج التوتر العالي في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد)، فتبين أن الادعاء مضلل.

تتبع مصدر الفيديو

عثر فريق تأكد من خلال البحث العكسي، باستخدام أدوات InVid، على أقدم نسخة منشورة من المقطع بتاريخ 18 آذار/ مارس 2025، في حساب على فيسبوك باسم "TINKU KUMAR"، ونشر من زاوية اخرى عبر منصة يوتيوب ضمن قناة  "craftspeople" بتاريخ 15 آذار/ مارس 2025 تحت عنوان "عملية تفكيك برج توتر عالي".

ملامح العامل الظاهر في الفيديو

في إطار تحليل التفاصيل البصرية للفيديو، لجأ فريق تأكد إلى تكبير اللقطات التي تُظهر وجه الشخص الذي كان يقصّ قاعدة البرج. بدا واضحًا أنه لا يحمل السمات الشكلية المألوفة لدى السوريين. وكانت ملامحه (بنية البشرة) تتطابق بشكل لافت مع ملامح جنوب آسيا. هذه الملاحظة، وإن لم تكن وحدها كافية، تشكل قرينة إضافية تعزز من فرضية أن المقطع ليس في سوريا.

تحليل البرج ومقارنته بالبرج السوري

البرج الذي يظهر في المقطع يتميز بهيكله المعدني الضخم، وبأذرعه العريضة التي تمتد جانبياً لحمل مجموعتين من الموصلات، وهو ما يُعرف بتصميم "Double-Circuit". إلى جانب ذلك، تظهر بوضوح سلاسل العوازل الطويلة، التي تتألف من أكثر من عشرين قرصاً زجاجياً معلّقة بشكل مائل، وهي من السمات القياسية لأبراج 400 ك.ف من الطراز الهندي D-Type.

وتنتشر بشكل واسع عبر السهول الشمالية من الهند، خصوصاً في ولايات مثل أوتار براديش، بيهار، وجهارخاند، حيث تمتد الخطوط فوق مساحات زراعية شاسعة تتميز بتربة طميية صفراء وأحزمة من الأشجار لحماية المحاصيل من الرياح.

في المقابل، تُظهر صور لأبراج توتر عالٍ من مناطق مثل الطبقة أو القامشلي أو محيط سد الفرات أن الأبراج السورية أقل تعقيداً في التصميم، تحمل موصلات بتوزيع مختلف، وسلاسل عوازل أقصر، وتكون مبنية وفق النموذج الأوروبي (DIN/IEC)، وهو من السمات القياسية لأبراج 230/400 ك.ف.

لماذا تُفكك هذه الأبراج؟

بدأت السلطات الهندية بتطوير شبكتها الكهربائية كمشروع كإزالة بعض خطوط التوتر العالي القديمة، واستبدالها بخطوط أحدث بجهد أعلى يصل إلى 765 و400 ك.ف، أو بكابلات أرضية أكثر ملاءمة للبيئة الحضرية.

ويشير تقرير رسمي صادر عن هيئة التدقيق والمحاسبة العامة في الهند (تقرير رقم 9 لعام 2020) إلى أن المخطط الوطني للكهرباء أوصى بترقية الخطوط القائمة إلى توتر أعلى أو إعادة تسليكها لزيادة سعتها، بدلاً من بناء خطوط جديدة مكلفة. وأوضح التقرير أن بعض خطوط 400 ك.ف، مثل خط سينغراولي–أنبارا وخط موهينديرغاره–بهاواني، عانت من ازدحام في نقل الطاقة بسبب التأخر في تنفيذ هذه الترقيات، مما دفع الحكومة إلى تسريع مشاريع الاستبدال والتحديث.

أزمة الكهرباء في شمال شرق سوريا

 تشهد مناطق شمال شرقي سوريا، وتحديدًا محافظتي الحسكة والرقة، أزمة كهرباء متفاقمة منذ سنوات، من أبرز أسبابها الانخفاض الحاد في منسوب نهر الفرات نتيجة حبس المياه من قبل الجانب التركي، وهو ما أدى إلى توقف شبه كلي في عنفات التوليد داخل سد الفرات.

وتزامن ذلك مع تكرار استهداف محطات الكهرباء والبنية التحتية من قبل الطيران التركي، ففي تشرين الأول/ أكتوبر 2023، خرجت محطات في القامشلي وعامودا وتربسبية عن الخدمة بعد قصف مباشر، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن عشرات البلدات والقرى المحيطة.

الاستنتاج

  1. الادعاء الذي يزعم أن مقطع الفيديو يوثق إسقاط برج كهربائي في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بهدف سرقته، هو ادعاء مضلل.
     
  2. تحليل تصميم البرج يتطابق مع المواصفات الهندية لأبراج التوتر العالي، تحليل ملامح العامل الذي ظهر في المقطع أعطى قرينة إضافية.
     
  3. المقطع المتداول صُوّر في الهند ضمن عملية تفكيك رسمية لأبراج 400 ك.ف.
     
  4. أُدرجت المادة في قسم "تضليل" وفق "منهجية تأكد".

لماذا تأكد؟!

منصة تأكد منصة مستقلة وغير متحيزة متخصصة بالتحقق من الأخبار والمعلومات تأسست في سوريا أوائل عام 2016 لمواجهة انتشار المعلومات المضللة.

معتمدة من:

certified

دليل التحقق

certified

شاركنا لنتأكد

© جميع الحقوق محفوظة لمنصّة تأكّد 2025