أبرز الادعاءات التي جرى تداولها أن محافظ السويداء "مصطفى بكور" تعرض للضرب وسُرقت بعض مقتنياته وأغراضه الشخصية، وجرى احتجازه حتى الساعة الخامسة مساء.
اقتحمت مجموعةٌ مسلّحة خارجة عن القانون مبنى محافظة السويداء، يوم الأربعاء 21 أيار/ مايو 2025، بهدف إخراج المدعو "راغب قرقوط"، وهو شخص مدان بعدّة قضايا تتعلق بسرقة السيارات، وفقاً لما نقلت وسائل إعلام رسمية سورية عن المكتب الإعلامي لمحافظ السويداء "مصطفى بكور".
وبحسب بيان المكتب، فإن المجموعة كانت بقيادة المدعو (فادي نصر) وبدعم من المدعو (طارق المغوش) وعدد من المتعاونين معهم، حيث نفذوا الاقتحام بالتزامن مع تواجد محافظ السويداء وعدد من الموظفين داخل المبنى. وخلال الاقتحام، أقدم المهاجمون على إشهار أسلحتهم الرشاشة في وجه المحافظ والعاملين وحرس المبنى، بعد أن أغلقوا الأبواب وفرضوا مطلبهم غير القانوني بإطلاق سراح "قرقوط"، الذي تربطهم به صلة قرابة. وأمام التهديد المباشر واستخدام السلاح، جرى الإفراج عن المدان، على الرغم من أن المجموعة ذاتها متورطة في حوادث سرقة مماثلة، وفق ما نقله البيان عن مصادر أمنية.
وأشار البيان إلى تدخّل فصائل وصفها بـ"الوطنية" في مقدمتها "لواء الجبل"، حيث تمكنت من طرد المسلّحين من المبنى، فيما استنفرت حركة "رجال الكرامة" لتأمين خروج المحافظ وضمان سلامته.
وصف الشيخ "باسم أبو فخر"، المتحدث الرسمي باسم حركة رجال الكرامة، حادثة الاعتداء على مكتب محافظ السويداء بأنها موقف مخزٍ "بحق الجبل والجميع عموماً"، حسب تعبيره.
وقال في تصريح خاص لمنصة (تأكد) إن مبنى محافظة السويداء تتولى على حمايته مجموعة من "لواء الجبل"، وقد اقتحمته مجموعة مسلحة خارجة عن القانون تفوقهم عددًا، على خلفية قضية تتعلق بأحد الموقوفين.
وأضاف أبو الفخر أن محافظ السويداء "مصطفى البكور" كان يتابع قضية الموقوف شخصيًا في محاولة لاحتواء غضب الأهالي، وكان من المفترض أن يُخلى سبيله يوم الحادثة نفسه، لكن المجموعة المسلحة اقتحمت المبنى وأشهرت السلاح على عناصر الحماية، نافياً حدوث أي اعتداء بالضرب أو احتجاز للمحافظ.
وأكد المتحدث الرسمي، أن البكور أنهى دوامه الرسمي عند الساعة الخامسة مساءً وغادر إلى دمشق سالمًا، مشددًا على أن الادعاءات المتداولة حول الاعتداء عليه "غير صحيحة".
وأشار أبو فخر إلى أن الحادثة أثارت استياءً كبيرًا ورفضًا من كافة وجهاء المحافظة، ما دفع مشيخة العقل والفصائل المحلية إلى التنسيق لبدء انتشار عناصر الشرطة في المدينة بدعم من الفصائل العسكرية، اعتبارًا من صباح اليوم التالي، الخميس 22 أيار/ مايو، لبسط الأمن والاستقرار في المحافظة.
أكد محافظ السويداء "مصطفى البكور" في تصريحات نقلها موقع قناة الإخبارية السورية الرسمية، أن "فصائل السويداء الوطنية" وعلى رأسها "لواء الجبل"، تمكنت من طرد المجموعة الخارجة عن القانون التي اقتحمت مبنى المحافظة، لافتاً إلى أن "حركة رجال الكرامة أمنت طريق خروج له من المكان بسلام، بعد احتدام الموقف".
وشدد المحافظ البكور، على أن فرض القانون وبسط الأمن والحماية في محافظة السويداء هو خيارٌ لا رجعةَ عنه، مؤكداً أن الدولة ستعمل يداً بيد مع كل الوطنيين الغيورين من أبنائها لضمان استقرارها، ولن تتهاون في مواجهة أي محاولة لزعزعة الأمن أو المساس بمؤسسات الدولة، كما لن تسمح لأيٍّ كان أن يشرعن العنف أو الفوضى تحت أي ذريعة.
وأضاف أن وفداً من المجتمع المحلي ومشايخ العقل زار مقر المحافظة وقدم اعتذاراً له على خلفية الاعتداء، وأكد على الوقوف إلى جانبه.
أصدرت حركة رجال الكرامة ودار طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا بيانًا نُشر بشكل منفصل على الحساب الرسمي لكل منهما في فيسبوك، أكدتا فيه تفويض الفصائل المحلية في السويداء بدعم الضابطة العدلية والمؤسسات الشرطية والقضائية، وذلك استنادًا إلى اتفاق توصّلت إليه مرجعيات ومشايخ ووجهاء المحافظة مع الحكومة السورية في الأول من أيار/ مايو.
وجاء هذا التفويض عقب حادثة اقتحام مبنى المحافظة، و"نظراً لتكرار التجاوزات من بعض الأفراد بحق عناصر الضابطة العدلية والمؤسسات الشرطية، وما نتج عنها من فوضى وحالة عشوائية"، وفق ما ورد في البيان.
ودعا البيان "كافة الوحدات الشرطية وعناصرها من أبناء المحافظة إلى مباشرة مهامهم على الأرض بشكل فعّال وجاد، لتطبيق القانون وبسط الأمن"، مؤكدًا دعم المجتمع المحلي لهذا الدور انطلاقاً من الإيمان العميق بأهميته في ترسيخ الاستقرار على مستوى المحافظة.
بعد اجتماع ضم شيوخ العقل الثلاثة، الشيخ "حكمت الهجري" والشيخ "حمود الحناوي" والشيخ "يوسف جربوع"، وقادة الفصائل الموجودة ووجهاء في المحافظة، جرى في الأول من أيار/ مايو الجاري التوصل إلى اتفاق، وذلك بعد أيام من التصعيد في منطقتي جرمانا جنوب دمشق وصحنايا بريفها، وهما من المناطق ذات الأغلبية الدرزية، إضافة إلى توتر الأوضاع في مناطق من السويداء.
وبحسب بيان نشرته الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز، فقد تم التوافق على البنود التالية:
1. تفعيل قوى الأمن الداخلي (الشرطة) من أفراد سلك الأمن الداخلي سابقاً، وتفعيل الضابطة العدلية من كوادر أبناء محافظة السويداء حصراً، وبشكل فوري.
2. رفع الحصار عن مناطق السويداء، جرمانا، صحنايا، وأشرفية صحنايا، وإعادة الحياة إلى طبيعتها فوراً.
3. تأمين طريق دمشق – السويداء وضمان سلامته وأمنه، تحت مسؤولية السلطة، وبشكل فوري.
4. وقف إطلاق النار في جميع المناطق.
5. يُعتبر أي إعلان يخالف هذه البنود أو يتجاوزها، إعلاناً أحادي الجانب.