زعم "المرصد السوري"، يوم الخميس 4 أيلول/سبتمبر 2025، أن فصيلًا مسلحًا دخل إلى أماكن تجارية وأسواق شعبية في دمشق، وحذّر من إقامة أي مظاهر احتفال أو توزيع الملبس في عيد المولد النبوي، مشيرًا إلى أن ذلك تم من دون قرار من الحكومة السورية.
وأضاف المرصد في ادعائه أن الفصيل برّر الخطوة باعتبار الاحتفال "محرمًا ونتاج إبداعات فردية"، وألزم جميع التجار الذين يملكون محالًا في سوق البزورية بإزالة الزينة.
وسبق ذلك نشر مدير "المرصد السوري"، أسامة سليمان عبر حسابه الشخصي في موقع فيسبوك مقطع فيديو يظهر فيه شاب يقول إن مظاهر الزينة والاحتفال أُزيلت من بعض الأسواق، وأرفقه بادعاء نصّه: "بدع لا يجوز، ولكن من هو الفصيل ولمن يتبع؟".
وحظي الادعاء والفيديو المرفق بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن ساهمت عدة حسابات في تداوله بصيغ مختلفة. ويمكن الاطلاع على عينة من هذه الحسابات في قسم "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتعارض بالكامل مع حقائق مثبتة وجرى تأليفه بالكامل ولا أساس له من الصحة.
تحقق فريق منصة (تأكد) من صحة الادعاء الذي زعم أن فصيل مسلح منع الاحتفال بالمولد النبوي في دمشق وأزال مظاهر الزينة من الأسواق، فتبين أنه ادعاء كاذب.
إذ أجرى مراسلنا جولة ميدانية في أسواق دمشق القديمة شملت سوق باب الجابية، البزورية، حارة الملقي والسوق الطويل، ووثق بعدسته انتشار مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من زينة وأغانٍ وأناشيد دينية تمجّد الرسول محمد ﷺ، إضافة إلى مبادرات لبعض المحال بتوزيع القهوة والملبّس على الزوار.
في المقابل، أفاد أصحاب محال في سوق الصوف و مدحت باشا بأنهم لم يعلّقوا الزينة هذا العام، مرجعين ذلك إلى ظروف اقتصادية صعبة أو إلى عدم اعتيادهم تزيين محالهم في هذه المناسبات، دون أن يكون لذلك أي علاقة بمنع رسمي للاحتفالات.
تحتفي دمشق سنويًا بذكرى المولد النبوي الشريف عبر مظاهر احتفالية واسعة، أبرزها تزيين الأسواق الشعبية مثل مدحت باشا والبزورية والحميدية، وتوزيع الحلويات التقليدية، وإقامة حلقات الذكر والمدائح النبوية. وغالبًا ما تشهد هذه المناسبة حضورًا رسميًا وشعبيًا يؤكد على مكانتها الاجتماعية والدينية. ورغم الظروف الاقتصادية التي دفعت بعض المحال إلى تقليل أو إلغاء الزينة، إلا أن الأجواء العامة في العاصمة تبقى مرتبطة بهذه الطقوس الاحتفالية.
تترافق هذه الأجواء مع انتشار ادعاءات مضللة متكررة على مواقع التواصل الاجتماعي، تستغل خصوصية المناسبة لتصوير السلطات في سوريا على أنها تمنع المظاهر الدينية أو تقيد الاحتفالات، في محاولة لإلصاق صفة التشدد بالحكومة الجديدة. غير أن التحقق الميداني والتغطيات المحلية يظهران بوضوح استمرار المظاهر الاحتفالية في معظم الأسواق الشعبية، في حين أن غياب الزينة عن بعض المحال يرتبط غالبًا بظروف اقتصادية، وليس بقرارات رسمية.