نشرت قناة "الحدث" على صفحتها في موقع فيسبوك، يوم الاثنين 22 أيلول/ سبتمبر الجاري، مقطعاً مصوراً من جلسة حوارية للرئيس السوري أحمد الشرع، مع الجنرال ديفيد بتريوس على هامش قمة كونكورديا في مدينة نيويورك الأمريكية، وزعمت في المنشور أنه قال إن "25% من الجيش السوري هم من الأكراد".
ويُظهر المقطع المصور الرئيس الشرع أثناء حديثه مع مضيفه، وقد جرى إخفاء صوته الأصلي. وفي الخلفية يسمع صوت ترجمة إلى اللغة الإنكليزية بصوت منخفض لما يقوله الشرع، وبشكل أوضح يسمع صوت ترجمة إلى اللغة العربية تقول "لدينا 25% من الأكراد في الجيش السوري". وبذلك بدت الترجمة التي بثتها الحدث بمثابة ترجمة ثانية (إلى العربية) لما قالته مترجمة أخرى باللغة الإنكليزية، بينما كان حديث الشرع أساساً باللغة العربية.
وحاز المقطع نسبة عالية من المشاهدات على حسابات قناة "الحدث" في مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك - إكس - تيك توك)، كما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان التصريح ذاته ضمن قالب إخباري، دون أن ينسبه إلى أي مصدر.
المحتوى الذي يتضمن معلومات خاطئة شرط أن لا تؤثر على المحتوى بالكامل.
تحقق فريق (تأكّد) من صحة مقطع الفيديو وادعاء أن الرئيس الشرع قال ضمن الجلسة الحوارية إن "25 بالمئة من الجيش السوري من الأكراد"، وتبين أن الادعاء خاطئ.
إذا أظهرت مراجعة الجلسة الكاملة المنشورة بصوت الرئيس الشرع، أنه ردّ على سؤال حول العلاقة الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" في الدقيقة 17 من المقطع، وأجاب الرئيس مستفيضاً خلال الدقائق الأربعة التالية عن رؤيته في ضرورة تشكيل جيش موحد واندماج "قسد" بالجيش الجديد، دون أي إشارة إلى نسبة الأكراد فيه، لكنه قال إن مناطق سيطرة "قسد" ذات "أغلبية عربية" و"فيها تقريبًا 70 إلى 75% من العرب، وفيها 25% من المكون الكردي".
أعلنت الرئاسة السورية التوصل إلى اتفاق مع "قسد" على دمجها في مؤسسات الدولة، ووقّع الاتفاق في 10 آذار/ مارس 2025 كل من الرئيس أحمد الشرع ومظلوم عبدي قائد "قسد". وأوضح بيان الرئاسة أن الاتفاق يشمل "دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز".
وتُعد "قسد" فصيلاً عسكرياً يسيطر على مناطق شمال شرق سوريا، بما فيها كامل محافظة الحسكة وأجزاء من محافظات الرقة ودير الزور وحلب. وقد أُعلن عن تشكيلها في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2015 بوصفها "تكتلاً عسكرياً وطنياً يضم الأكراد والعرب والتركمان والسريان" بهدف "دحر تنظيم الدولة الإسلامية"، وبدأت الولايات المتحدة دعمها بالسلاح بعد يومين من الإعلان.