نشرت جريدة "الوطن" الحكومية وإذاعة "شام إف إم" على صفحتيهما في موقع فيسبوك خبراً يزعم أن "البنك الدولي قدّم منحة مالية بقيمة 476 مليون دولار لصيانة وترميم أوتوستراد دمشق–درعا الدولي.
وبحسب ما نقلته الوسيلتان المحسوبتان على السلطة السورية الجديدة، فإن "معين زيدية، عضو المكتب التنفيذي في محافظة درعا، صرّح بأن هذه المنحة ستسهم في تسريع أعمال إصلاح وتوسعة الطريق، وأن الدراسات المتعلقة بالصيانة والترميم قائمة، والعمل سيبدأ قريباً في مشروعات التوسعة والتأهيل".
وحاز الادعاء على انتشار واسع إذ تداولته حسابات على إكس وفيسبوك ومواقع إلكترونية ، وتجدون عينة من الحسابات المساهمة بانتشاره في قائمة "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتعارض بالكامل مع حقائق مثبتة وجرى تأليفه بالكامل ولا أساس له من الصحة.
أجرى فريق منصة (تأكّد) بحثًا للتحقق من الادعاء الذي زعم أن البنك الدولي قدّم منحة مالية قدرها 476 مليون دولار لصيانة أوتوستراد دمشق–درعا الدولي، وذلك بسبب الشكوك التي تثيرها ضخامة المبلغ المعلن، وتبيّن أن الادعاء غير صحيح.
أكد البنك الدولي، في رد رسمي عبر البريد الإلكتروني لمنصة (تأكّد)، أن "الموافقات على المشاريع الممولة تُعلن حصريًا عبر قنواته الرسمية، بما في ذلك موقعه الإلكتروني". وبمراجعة الموقع، لم يُعثر على أي إعلان يتعلق بالمشروع المذكور.
كما تواصل فريق المنصة مع أحمد مسلم، مدير العلاقات العامة في المكتب الإعلامي لمحافظة درعا، فنفى صحة ما جرى تداوله بشأن حصول المحافظة على منحة لصيانة أوتوستراد دمشق–درعا بتمويل من البنك الدولي.
خلال عملية التحقق، تبيّن أن الاسم الوارد في الادعاء غير صحيح، إذ لا يوجد في المكتب التنفيذي لمحافظة درعا عضو يُدعى "معين زيدية"، بينما الاسم الصحيح هو "معين عيسى الزيدان"، عضو المكتب التنفيذي المسؤول عن قطاعات النقل والمواصلات والاتصالات والإسكان والتعمير.
أعلن البنك الدولي في عام 2025 عن موافقته على منحة تمويلية لسوريا بقيمة 146 مليون دولار، وُجّهت بشكل رئيسي إلى المشروع الطارئ للكهرباء (Syria Electricity Emergency Project)، الهادف إلى إعادة تأهيل خطوط النقل والمحطات الفرعية ودعم تطوير قطاع الكهرباء السوري.
وتأتي هذه البرامج في أعقاب إعلان البنك الدولي في أيار/مايو 2025 أن سوريا باتت مؤهلة مجددًا للحصول على منح وقروض عبر جمعية التنمية الدولية (IDA)، وذلك بعد تسديد متأخرات بلغت نحو 15.5 مليون دولار بمساعدة من السعودية وقطر، في خطوة مثّلت عودة عملية لانخراط البنك في تمويل مشاريع داخل سوريا بعد توقف دام سنوات بسبب الحرب والعقوبات.
OSINT
المكتب الإعلامي لمحافظة درعا