تداولت حسابات على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإكس، خبراً عن مقتل الشاب "مجد كمال راعي" المنحدر من قرية فديو بريف اللاذقية، بتاريخ 10 أيلول/سبتمبر 2025، طعناً أمام مشفى تشرين في اللاذقية، وزعمت أنه قُتل "على يد ثلاثة عناصر من الأمن العام بعد أن لاحقوه ووجّهوا له سؤالاً: هل أنت سنّي أم علوي؟ ثم اعتدوا عليه بالسكاكين أمام المارّة".
وركّز الادعاء على وجود دوافع طائفية للجريمة، وانتشر بصيغ مختلفة، كما حاز على رواج واسع. وتجدون عيّنة من الحسابات التي ساهمت في نشره ضمن قائمة "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
تحقّق فريق (تأكّد) من الادعاء بأن الشاب "مجد كمال راعي" قُتل طعناً أمام مشفى تشرين في مدينة اللاذقية "على يد ثلاثة أشخاص قيل إنهم ينتمون إلى الأمن العام، وذلك بعد سؤاله: هل أنت سنّي أم علوي؟"، وتبيّن أنّ الادعاء مضلّل.
وأكّد أحد أصدقاء الضحية لفريق (تأكّد) ـ فضّل عدم الكشف عن هويته ـ أن دوافع الجريمة ليست طائفية كما هو متداول، وإنّما خلافات شخصية مع الأشخاص المتورطين بالحادثة.
كما أكّد الرواية السابقة مصدرٌ صحفي لمنصّتنا، نقلاً عن صديق آخر للضحية، أن الجريمة جنائية وقعت بسبب خلافات مادية مع شبّان من مدينة القرداحة، لافتاً إلى أنّ هؤلاء الشبّان وجّهوا تهديدات للضحية قبل يوم من حادثة القتل.
وتواصلت منصّة (تأكّد) مع مصدر من مكتب العلاقات العامة في محافظة اللاذقية، والذي صرّح بأن الأفراد المتورطين في جريمة القتل لديهم خلافات مالية مع المغدور، مؤكداً أن "قوى الأمن الداخلي تلاحقهم للقبض عليهم وتقديمهم إلى القضاء".
وفي السياق ذاته، نشرت "شبكة أخبار فديو" ـ وهي صفحة محلية من مسقط رأس الضحية ـ بياناً بتاريخ 10 أيلول/سبتمبر 2025، أكّدت فيه أن ما يتم تداوله على وسائل التواصل حول دوافع طائفية للجريمة غير دقيق، وأن السبب ما زال مجهولاً، والفاعلون لم يُكشَف عنهم بعد حتى تاريخ النشر.
رصدت منصّة "تأكّد" منذ سقوط النظام أواخر العام الماضي وحتى الآن، تزايداً ملحوظاً في توظيف الجرائم الجنائية في سياق التضليل، ضمن حملات تهدف إلى إثارة التحريض وبثّ الخوف في المجتمع.
ومن جملة تلك الحملات، ما روجه الإعلامي ماهر شرف الدين وحسابات أخرى مؤخراً بتاريخ 7 أيلول/سبتمبر 2025، من مزاعم عن بدء السلطات السورية بتهجير مسيحيي مدينة القصير في حمص باستخدام أساليب الترهيب والاعتقال والخطف. لكن منصّة "تأكّد" بيّنت أن الادعاء مضلّل، وأثبتت أن الموقوفين مطلوبون بقضايا جنائية لا علاقة لها بخلفيات طائفية أو سياسية.
كما انتشر ادّعاء مشابه في شباط/فبراير 2025، مفاده أن "هيئة تحرير الشام" قتلت رجلاً وزوجته وابنه في قرية المشرفة قرب مصياف بريف حماة، غير أن مصدراً من العائلة نفى لمنصّة "تأكّد" توجيه أي اتهام للهيئة. وأعلنت محافظة حماة، في بيان رسمي، إلقاء القبض على مرتكبي الجريمة التي تبيّن أنها جنائية، وأن القاتل هو ابن العائلة المغدورة وصديقه.