تداولت حسابات في فيسبوك وإكس يوم الاثنين 30 حزيران/ يونيو 2025، مقطع فيديو زعمت أنه يظهر حفل زفاف أُقيم في دمشق بتاريخ 29 من الشهر نفسه، وسط حضور أفراد من الجيش السوري، من الشيشان والأفغان والبنغال والتركستان.
يبدو في المقطع رجل ملتحٍ يحمل "مسدسًا" على خصره، ويرقص وسط مجموعة من الرجال الآخرين الذين يصفقون ويتفاعلون معه داخل ما يبدو أنه صالة أعراس. وحاز المقطع مع الادعاء المرفق على انتشار واسع، تجدون عينة من الحسابات المساهمة بنشره في قائمة "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
تحقق فريق منصة (تأكد) من صحة الفيديو والادعاء بأنه يُظهر زفافاً أُقيم في دمشق بتاريخ 29 حزيران/ يونيو 2025، وسط حضور أفراد من الجيش السوري، من الشيشان والافغان والبنغال والتركستان، وتبين أن الادعاء مضلل.
إذ أظهر البحث العكسي بأداة "InVid"، أن المقطع منشور على يوتيوب منذ 19 حزيران/ يونيو 2025، في قناة متخصصة بنشر رقصات من منطقة القوقاز، على أنه رقصة من عرس شيشاني كما تشير الوسوم المرفقة بالمقطع، دون أي إشارة إلى مكان الحدث.
ولم تتمكن منصة "تأكد" من التحقق بدقة من مكان أو تاريخ تصوير المقطع، إلا أن الشيشان يُعدّون من المكونات القومية الموجودة في سوريا، ولهم تقاليدهم الخاصة في إقامة الأعراس.
الشيشان في سوريا يشكّلون أقلية عرقية، وفدوا إلى البلاد في القرن الثامن عشر هربًا من الغزو الروسي للشيشان، التي تُعد جزءًا من منطقة جبال القوقاز.
استقر المهاجرون الشيشان في مرتفعات الجولان ومدن القنيطرة، ورأس العين، وقرية السفح، والقامشلي شمال محافظة الحسكة، والرقة، ودير الزور. وبالرغم من غياب إحصاءات رسمية، قُدّر عددهم في سوريا عام 2008 بما يتراوح بين 6 آلاف و35 ألفاً.
تستمر احتفالات الزواج عند شيشان سوريا سبعة أيام في منزل العريس، تتخللها حفلات صغيرة ورقصات وأغانٍ فلكلورية شيشانية، وتبلغ ذروتها يوم العرس بإقامة وليمة كبيرة وأداء رقصات قوقازية تقليدية على أنغام آلة الأكورديون.
ومن أبرز طقوس الزفاف لديهم ما يُعرف بـ"فك اللسان"، و"نيست ناقوست" (الصديق المقرّب)، الذي يختاره العريس ليكون مسؤولًا عن تنظيم الحفلات والمهام المرافقة للزفاف.