نشرت حسابات في موقع فيسبوك مقطع فيديو زعمت أنه مسرّب من هاتف أحد عناصر "الشبيحة"، ويوثق مشاهد تعذيب قاسٍ داخل أقبية تابعة لنظام الأسد المخلوع، وذلك يوم الخميس 10 تموز/ يوليو 2025.
يُظهر المقطع مشهداً داخل غرفة مغلقة، حيث تبدو مجموعة من أكياس حفظ الموتى السوداء معلّقة رأساً على عقب بحبال متدلية من السقف، ويُلاحظ وجود شخص داخل أحد هذه الأكياس يتحرك ويتلوى مع سماع صوت صراخ وبكاء في الخلفية،
وحظي الادعاء بانتشار واسع في الموقع المذكور، بعدما أعادت حسابات نشره مرفقاً بصيغ ادعاء مختلفة، تجدون عينة منها في قائمة "مصادر الادعاء"
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
تحقق فريق منصة (تأكد) من صحة الفيديو وادعاء أنه مسرّب من هاتف أحد عناصر "الشبيحة"، ويوثق مشاهد تعذيب قاسٍ داخل أقبية تابعة لنظام الأسد المخلوع، فتبين أن الادعاء مضلل.
إذ أظهر البحث العكسي بأداة InVid أن المقطع في الأصل يوثق مشهداً من داخل بيت الرعب التفاعلي "La Maison Hantée" في مدينة مارسيليا الفرنسية، ويُظهر مجسماً متحركاً يحمل اسم "Set Bodies in the Bags"، وهو جزء من عرض ترفيهي مخصص لفعالية الهالوين، وقد نُشر المقطع الأصلي على منصة يوتيوب بتاريخ 19 كانون الثاني/ يناير 2025.
يُكر أنه سبق لمنصة تأكد التحقق من المقطع ذاته بتاريخ 13 نيسان/ أبريل 2025، حين زعم أنه يوثق تعذيب معتقلين داخل أحد السجون التركية.
وثّقت تقارير حقوقية محلية ودولية ارتكاب نظام الأسد المخلوع انتهاكات ممنهجة بحق المعتقلين، شملت الإخفاء القسري والتعذيب المفضي إلى الموت. ووفقاً للشبكة السورية لحقوق الإنسان، بلغ عدد المختفين قسرياً نحو 160 ألف شخص، بينهم أكثر من 15 ألفاً قضوا تحت التعذيب أو الإهمال الطبي، داخل مراكز احتجاز أبرزها فرع الخطيب وسجن صيدنايا.
كما كشفت تقارير هيومن رايتس ووتش وأمنستي، أن التعذيب داخل مراكز الاحتجاز التابعة للنظام المخلوع، كان سياسة ممنهجة اعتمدها الأسد لإرهاب المعارضين. وشملت أساليب التعذيب الضرب المبرح والتعليق لفترات طويلة والصدمات الكهربائية والعنف الجنسي، إضافة إلى الإهمال الطبي المتعمّد، ما أدى إلى وفاة الآلاف من المعتقلين. ووثّقت محاكم أوروبية، بينها محكمة كولونيا الألمانية، شهادات تؤكد هذه الانتهاكات، مما يعزّز توصيفها كجرائم ضد الإنسانية