كيف يضلل نموذج Grok مستخدمي "إكس"؟ منصة "تأكد" تكشف إحدى تجاربها

عبدالعزيز الخليفة
calendar_month
نشر: 2025-08-08 , 5:02 م
edit
تعديل: 2025-08-09 , 11:11 ص

ازداد مؤخرًا اعتماد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما على منصة "إكس"، على أدوات الذكاء الاصطناعي في التحقق من مقاطع الفيديو والصور المتداولة.

ومن بين هذه الأدوات، يبرز نموذج الذكاء الاصطناعي (Grok)، والذي بات مستخدمو "إكس" يعتمدون عليه لطرح استفسارات تتعلق بمصداقية الصور والفيديوهات المنتشرة.

تأكد تتحقق من مزاعم GROK حول مقطع من سوريا

رصدت منصة "تأكد" حالات استخدم فيها بعض روّاد منصة "إكس" نموذج الذكاء الاصطناعي (Grok) للتحقق من مقاطع فيديو، إلا أن النموذج قدّم معلومات خاطئة. من ذلك، مقطع يظهر شبانًا يُجبرون على القفز من شرفة منزل تحت تهديد مسلّحين خلال توترات السويداء في تموز/ يوليو 2025.

زعم النموذج أن الفيديو من حلب ويعود إلى عام 2012، مستندًا إلى مصادر صحفية دولية، بينما تحققت منصة (تأكد) وأثبتت صحة الفيديو، وحددت موقع المنزل بدقة في السويداء، عبر الحصول على إحداثيات الموقع، ومطابقة الملامح العمرانية مع صور الأقمار الصناعية، كما وثّقت أسماء الضحايا في الحادثة بناءً على شهادات ميدانية، وتوصلت إلى أن الحادثة وقعت في تموز/ يوليو 2025 بمحافظة السويداء بالفعل.

فيما حاول أحد المستخدمون التحقق من المعلومات التي توصلت إليها (تأكد)، فقدّم نموذج بيانات مفككة حول الحادثة تختلف عن مزاعم وقوعها في حلب عم 2012، وتدعي أن الفيديو يُظهر جنوداً إسرائيليين يرمون جثث فلسطينيين من سطح مبنى، مستشهداً مجدداً بمصادر صحفية دولية ومتهماً (تأكد) بالتضليل!

ولمزيد من التحقق، زود فريق (تأكد) "Grok" برابط مقطع فيديو يُظهر تجمع عدد من الأشخاص في مدينة إدلب بتاريخ 7 آب/ أغسطس 2025، عقب هجوم على حفل زفاف نفذته جماعة دعوية، وفقًا لمصادر متطابقة. إلا أن النموذج قدم تعليقًا أخرج المقطع عن سياقه، مُدعيًا أنه يوثق هجومًا على فعالية احتفالية بسقوط نظام بشار الأسد، رغم أن الادعاء المرفق بالمقطع لم يشر إلى ذلك. 

خبير بالذكاء الاصطناعي يحذر من الاعتماد على Grok بالتحقق

عبد اللطيف حاج محمد وهو صحفي استقصائي متخصص باستخدامات الذكاء الاصطناعي بالصحافة، حذر من أن نموذج (Grok) في منصة إكس يُعيد تشكيل منظومة التحقق من الأخبار على نحو يهدّد صميم العمل الصحفي، فعندما يستخدمه الجمهور بوصفه مدقق حقائق فوريّاً، ينشأ وهمُ يقينٍ مُبرمَجٍ يخفي مستوياتٍ عالية من الخطأ والتحيّز.

ويضيف في حديث مع (تأكد)؛ أنه ومن منظور نظرية الاعتماد على النظم التقنية، كلما تعمّقت هشاشة المتلقي تضاعفت قوة النظام، إذ تعوّض الخوارزميات التعقيد الخارجي بتبسيط داخلي عبر ترشيح لا مرئي، منتِجةً فقاعات معرفية مصغَّرة تعيد إنتاج التحزّب الإدراكي وتُقصي المجال العمومي التداولي.

ويوضح أن المحتوى المُنشأ آلياً يحاكي خطاب الصحافة الموثوق، مستفيداً من أزمة شفافية المصدر، ما يجعل التمييز بين الأصل والقرين الزائف تحدياً متزايداً ويُغذّي نموذج التضليل في حلقة ارتجاع منحرفة.

ويشير الخبير إلى أن أداة Grok أنتجت مقطعاً إباحيّاً مزيَّفاً للمغنية الأمريكية "تايلور سويفت" رغم غياب أي طلب صريح، ما يفضح هشاشة ضوابطها الأخلاقية، وفي حادثة أُخرى، أخطأت الأداة في تحديد صورةٍ من غزة باعتبارها من اليمن، مُحدثةً تشويشاً في تغطيةٍ إنسانية حسّاسة.

كما يوضح أن هذا الوضع يخلق فجوةً زمنية بين سرعة الإنتاج الخوارزمي وبطء عمليات التدقيق التقليدية؛ فجوة قد يستغلّها الفاعلون، مبيناً أنه متى ما ترسّخ الاعتماد غير المشروط على الأداة، يتراجع الشك المنهجي لصالح اليقين السريع، فتتفتّت معايير الحقيقة إلى وجهات نظر مُفصَّلة على مقاس كل مستخدم.

ما هي طريقة المواجهة؟

يرى الخبير عبد اللطيف حاج محمد، أنه لمواجهة هذا المنعطف، لا يكفي تحديث أدوات الكشف عن التزييف؛ بل يجب أولاً ترسيخ كفاءات التلقي النقدي لدى الجمهور، وثانياً إلزام المنصّات بكشف منطق توصياتها وأخطاء نماذجها، وثالثاً دمج تقنيات التحقق الآلي مفتوح المصدر داخل غرف الأخبار. فالحفاظ على سلطة الحقيقة ليس معركة ضد التقنية، بل ضد استخدامها بوصفها بديلاً لرهافة الحسّ النقدي الذي يميّز الصحافة الرصينة.

لماذا تأكد؟!

منصة تأكد منصة مستقلة وغير متحيزة متخصصة بالتحقق من الأخبار والمعلومات تأسست في سوريا أوائل عام 2016 لمواجهة انتشار المعلومات المضللة.

معتمدة من:

certified

دليل التحقق

certified

شاركنا لنتأكد

© جميع الحقوق محفوظة لمنصّة تأكّد 2025