وفاة "عبد الرحمن جعجول" بمخفر الكلاسة في حلب تثير تساؤلات ومطالب بالعدالة

عبدالعزيز الخليفة
calendar_month
نشر: 2025-08-12 , 7:58 م
edit
تعديل: 2025-08-14 , 10:37 م

حاز خبر وفاة الشاب "عبد الرحمن جعجول" في مخفر الكلاسة بمدينة حلب على اهتمام واسع، يوم الاثنين 11 آب/ أغسطس 2025، حيث اتهم نشطاء وجهات إخبارية قوات الأمن السورية بالمسؤولية عن قتله تحت التعذيب. 

بالمقابل تداولت حسابات على منصات التواصل تصريحاً منسوباً إلى مدير العلاقات الإعلامية في حلب "معتز خطاب"، زعم فيه أن الموقوف كان متعاطياً مخدر (إتش بوز/ كريستال ميث) بكمية كبيرة، وعند انقطاعه عن التعاطي داخل التوقيف ظهرت عليه أعراض نفسية وصحية، وأن الوفاة ناجمة عن نوبات اختلاج تسببت بسكتة قلبية مرتبطة بانقطاعه عن المخدرات، أما بشأن ضربة الخصيتين فقال إنها بسبب سقوط الشاب وليست ناتجة عن عملية تعذيب.

ورغم عدم نشر التصريح على صفحة "خطاب" في فيسبوك، إلا أن مصادر إعلامية متطابقة أكدت أنه قدم الشهادة في غرفة دردشة إعلامية، وسمح بمشاركتها بمواقع التواصل الاجتماعي. 

ماذا تقول عائلة الضحية ؟

تواصلت منصة (تأكد) مع "محمود مركن"، زوج أخت الضحية عبد الرحمن جعجول، وقال للمنصة إن الشاب اعتُقل في مخفر الكلاسة بمدينة حلب منذ نحو أسبوعين، بتهمة سرقة دراجة نارية، وبقي في السجن 8 أيام متواصلة بصحة جيدة ودون تعرضه لأي اعتداء من الشرطة.

وأضاف أن العائلة كانت على تواصل مع الشاب خلال تلك الفترة، حيث أنكر التهمة الموجهة إليه، لكنه كان محتجزًا على سبيل الإيداع الاحتياطي بانتظار عرضه على القاضي. وبعد ذلك، فقدوا التواصل معه، إذ مُنعت عائلته من زيارته بحجة أنه تحت التحقيق، كما حُرم من التواصل معهم حتى وفاته.

وذكر مركن أنه حوالي الساعة السادسة مساء يوم الأحد 10 آب/أغسطس الجاري، وصلت إلى منزله دورية شرطة وأبلغته بوفاة الشاب، وطلبت منه التواصل مع عمه باعتباره قريبه المباشر، حيث رافق الدورية مع عم الضحية إلى المخفر لاستكمال الإجراءات، ثم قصدوا الطبابة الشرعية في حي جب القبة حيث كان الجثمان موجودًا.

وتابع: "حينها أبلغنا الطبيب المناوب أنه يجب أن ننتظر حتى صباح يوم الاثنين إذا أردنا أن يعاينه فريق الطب الشرعي مجانًا، مع منحنا خيار عرضه على أطباء خصوصيين، وأضاف: اخترنا الانتظار حتى صباح الاثنين، حيث تمت معاينة الضحية من قبل ثلاثة أطباء."

وقال: "أخبرونا أنه توفي بسبب الضربات على رأسه وخاصة على خصيتيه"، في إشارة إلى ما سمعته العائلة من المحامي العام والأطباء، مشيرًا إلى أن المحامي العام شكك في حدوث التعذيب داخل السجن، وزعم أن الإصابة ربما كانت نتيجة شجار مع سجناء آخرين، وهو ما رفضته العائلة، مطالبة بفتح تحقيق.

كما أوضح أن عناصر المخفر، وخلال إبلاغه بخبر الوفاة، قالوا إنهم أسعفوا الضحية في وقت سابق (لم يحددوه) إلى مستشفى الجامعة بسبب تعرضه لنوبات دوار وتبول لا إرادي، ورغم أن الأطباء هناك طلبوا نقلَه إلى مشفى خاص لمتابعة العلاج، إلا أنهم أعادوه إلى السجن "لأنهم قدّروا أن حالته تحسنت". وأضاف صهر الضحية أنه سأل العناصر عن سبب عدم التواصل مع العائلة عند تدهور حالته، فكان الجواب: "ظننا أن حالته تحسنت".

وردًا على الشائعات التي تحدثت عن أن الوفاة ناجمة عن أعراض انسحاب المخدرات من جسمه، نفى أن يكون الضحية متعاطيًا لمادة "الأتش بوز/الكريستال ميث" المخدرة، مشيرًا إلى أنه كان يدخن الحشيش أحيانًا، وفق ما قال قريبه.

وأفاد الشاهد بأن عمليات التعذيب قد تكون مرتبطة بفشل المصالحة مع المدعي على الشاب، الذي طالب بمبلغ 800 دولار ثمنًا للدراجة النارية المزعوم سرقتها، إضافة إلى 1000 دولار أخرى زعم أنها سُرقت مع الدراجة.

كيف ردت الداخلية

قالت وزارة الداخلية السورية، إن قائد الأمن الداخلي في محافظة حلب العقيد محمد عبد الغني أكد أنه "بعد ورود تقرير عن وفاة شاب موقوف في مخفر الكلاسة، جرى عرض الجثة على الطبابة الشرعية لتحديد أسباب الوفاة بدقة"، كما "شُكّلت لجنة تحقيق مختصة لمتابعة الحادثة والكشف عن ملابساتها بكل شفافية، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق أي جهة يثبت تقصيرها أو تورطها في الواقعة".

 

كما ظهر عبد الغني في مقطع فيديو من مجلس عزاء الشاب عبد الرحمن جعجول وقال خلال مشاركته بالعزاء إنهم يتحملون كامل المسؤولية أمام القضاء. وأضاف أن لجنة تحقيق مركزية شُكّلت للوقوف على ملابسات الحادثة، وأن الضابط المناوب ومسؤولي النظارة والتحقيق قد أُوقفوا، مؤكداً أن المؤسسات يجب أن تكون عادلة ومضبوطة بالقانون.


 

حقوقي سوري يوضح ما يقع على مسؤولية السلطة

أكد الحقوقي السوري جلال الحمد، مدير منظمة "العدالة من أجل الحياة"، أن السلطة تتحمل المسؤولية الكاملة عن سلامة أي سجين موجود في عهدتها، بغض النظر عن سبب الوفاة، حتى لو كان نتيجة إصابته بمرض بسيط مثل الزكام، طالما أنه فارق الحياة وهو تحت احتجازها.

وأوضح الحمد في تصريح لمنصة (تأكد) أن على السلطة إصدار تقرير شفاف يوضح سبب الوفاة، وإثبات أنها اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لإنقاذ حياة السجين. ولفت إلى أن التزامها بالكشف عن ملابسات الوفاة لا يعني المساس بكرامة الضحية أو التشهير به.

وأشار الحمد إلى أن القانون السوري يكفل للسجين حق الرعاية الصحية والتعليم، إضافة إلى ضمان سلامته أثناء فترة احتجازه.

وقفة احتجاجية أمام مخفر الكلاسة

نظم عدد من أقارب الضحية ومحبيه وإضافة لبعض النشطاء؛ وقفة احتجاجية أمام مخفر حي الكلاسة في حلب، احتجاجاً على مقتل الشاب عبد الرحمن جعجول أثناء احتجازه. 

ورصدت منصة (تأكد) مشاهد من الوقفة، حيث حاول مسؤول أمني من المخفر طمأنة المحتجين بأن هناك إجراءات وتحقيقات جارية في القضية، بينما أكد المعتصمون أن الشاب قُتل تحت التعذيب وطالبوا بالعدالة.

لماذا تأكد؟!

منصة تأكد منصة مستقلة وغير متحيزة متخصصة بالتحقق من الأخبار والمعلومات تأسست في سوريا أوائل عام 2016 لمواجهة انتشار المعلومات المضللة.

معتمدة من:

certified

دليل التحقق

certified

شاركنا لنتأكد

© جميع الحقوق محفوظة لمنصّة تأكّد 2025