ما حقيقة اقتحام قوات تابعة للسلطة السورية حي المعضمية الشرقي؟

أدونيس حسن
calendar_month
نشر: 2025-09-02 , 3:25 م
edit
تعديل: 2025-09-02 , 9:55 م

الادعاء

ادعت حسابات عبر فيسبوك يوم الأحد 31 آب/ أغسطس 2025، أن "مجموعات تابعة للسلطة السورية داهمت حي المعضمية الشرقي، مطالبة بإثباتات ملكية المنازل، إضافة لوثائق تثبت طائفة السكان."

كما نشرت حسابات عبر إكس يوم الاثنين 1 أيلول/ سبتمبر 2025، مقطع فيديو تحت عنوان "علويو المعضمية على خطى السومرية.. حملة تهجير جديدة"، يتضمن لقطات على أنها من حي المعضمية الشرقي رفقة ادعاءات مماثلة لما ورد أعلاه.

يأتي انتشار هذه الادعاءات عقب عمليات اعتقال ومداهمات لعناصر محسوبة على الحكومة السورية في منطقة السومرية المجاورة للمعضمية على خلفية مشاكل تتعلق بملكية الأراضي في المنطقة، وحازت الادعاءات على انتشار واسع في الموقعين المذكورين، تجدون عينة من الحسابات المساهمة بنشرها في قائمة "مصادر الادعاء".

 

كذب

المحتوى الذي يتعارض بالكامل مع حقائق مثبتة وجرى تأليفه بالكامل ولا أساس له من الصحة.

دحض الادعاء

تحقق فريق منصة (تأكد) من صحة الادعاء بأن  أن مجموعات تابعة للسلطة السورية داهمت حي المعضمية الشرقي، مطالبة بإثباتات ملكية المنازل، إضافة لوثائق تثبت طائفة السكان، كما تحقق من الفيديو المرفق، فتبين أن الادعاء كاذب.

 

إذ نفت مصادر محلية بينهم مختار الحي وسكان من حي المعضمية الشرقي، صحة الادعاء بمداهمة المنازل من مجموعات تابعة للسلطة السورية، ومطالبتهم بإثبات ملكية المنازل وطائفة السكان.

وبيّن مختار الحي الشرقي في معضمية الشام، علي يوسف إبراهيم، في تصريح خاص لمنصة (تأكد)، أنه لم تدخل أي قوات مسلحة للحي، كما لم تصله أي أخبار عن مداهمات للمنازل أو طلب وثائق معينة.

وأشار إبراهيم لوصول نسبة قليلة من أهالي حي السومرية إلى حي المعضمية الشرقي بإرادة كاملة منهم، عقب الأحداث التي شهدها حيهم في الأيام الماضية.

كما أكدت المصادر أن اللقطات الواردة في الفيديو المرافق للادعاء ليست من المعضمية، باستثناء اللقطة الافتتاحية؛ وقد صوّرت في بلدة المعضمية طريق دوار العلم - البلدية وليس حي المعضمية الشرقي، وتعود لتاريخ 7 كانون الأول/ ديسمبر 2024، قبل ساعات من سقوط نظام الأسد. 

استغلال أحداث السومرية في نشر ادعاءات مضللة

أثار دخول مجموعات مسلحة تابعة للسلطة السورية حي السومرية، ومطالبتهم السكان إخلاء منازلهم، صدى واسع في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

ويأتي الاقتحام عقب إبلاغ حكومي لأهالي الحي، بأن لجنة تفتيش ستتحقق من أوراق الملكية الخاصة بالمنازل، تمهيداً لإصدار أوامر إخلاء لبعض المنازل المبنية بشكل غير قانوني، والتي لا يملك سكانها أوراق ملكية لها، غير أن المسلحين المداهمين أبلغوا السكان بضرورة مغادرتهم خلال 48 ساعة، رغم امتلاك أوراق تثبت ملكية العقار، كما وضعوا إشارات X  و O على الجدران في إشارة لمن يتوجب عليه الإخلاء.

وأفادت وكالة أسوشيتيد برس أن العديد من أبناء الأقلية العلوية غادروا منازلهم في حي السومرية، حيث يعيش الآلاف منهم في منازل متداعية، وذلك بعد اقتحامها من فصيل مسلح موالٍ للحكومة السورية، حيث ضربوا واعتقلوا كثيرين وأمروهم بإخلاء منازلهم.

كما بيّنت مصادر لمنصة (تأكد) أن جزءاً من الذين غادروا منازلهم في حي السومرية اتجهوا إلى حي المعضمية الشرقي، لوجود صلات قرابة بين سكان المنطقتين، دون أن يتعرضوا لأذى أو مساءلات من سكان المنطقة أو من أي طرف آخر.

وشكلت أحداث السومرية مادة دسمة لاختلاق ادعاءات مشابهة لمناطق مجاورة أو ذات غالبية سكانية تتبع للطائفة العلوية، بما يتماشى مع سردية "التغيير الديمغرافي الممهد لتقسيم البلاد"، حيث تعمل الحسابات المضللة على نشر ادعاء مبطن فحواه أن تقسيم البلاد قادم، وما يحدث هو خطوات ممهدة لإتمام الأمر، في حين أن جوهر الخلاف في هذه المناطق حول ملكية الأراضي التي سلبها نظام الأسد من أصحابها ومنح أفراداً من قواته حق بناء منازل فيها.

الاستنتاج

  1. الادعاء بأن مجموعات تابعة للسلطة السورية داهمت حي المعضمية الشرقي، مطالبة بإثباتات ملكية المنازل، إضافة لوثائق تثبت طائفة السكان، ادعاء كاذب.
  2.  نفت مصادر محلية صحة الادعاء، إضافة لسكان من حي المعضمية الشرقي -رفضوا الكشف عن اسمهم-.
  3. للقطات الواردة في الفيديو المرافق للادعاء ليست من المعضمية، باستثناء اللقطة الافتتاحية وهي من بلدة المعضمية طريق دوار العلم - البلدية، وليس حي المعضمية الشرقي.
  4. أُدرجت المادة في قسم "كذب" وفق "منهجية تأكد".

لماذا تأكد؟!

منصة تأكد منصة مستقلة وغير متحيزة متخصصة بالتحقق من الأخبار والمعلومات تأسست في سوريا أوائل عام 2016 لمواجهة انتشار المعلومات المضللة.

معتمدة من:

certified

دليل التحقق

certified

شاركنا لنتأكد

© جميع الحقوق محفوظة لمنصّة تأكّد 2025