تداولت حسابات على موقعي فيسبوك وإكس مقطعاً مصوَّراً منذ عام 2000 لشخص ينعي حافظ الأسد وهو يبكي، وزعمت أن الشخص هو ذاته المدعو "وليد خلف"، الذي اغتيل بتاريخ 09 أيلول/سبتمبر 2025 برصاص مجهولين عند دوّار السياسية في حي السليمانية بمدينة حلب.
ونشرت صفحات محلية وإخبارية، مع خبر مقتل "وليد خلف"، صورتين للمغدور: الأولى وهو جالس على كرسي قبل حادثة الاغتيال، والأخرى بعدها ويظهر فيها ملقى على الأرض، إضافة إلى مقطع مصوَّر من موقع الحادثة يُظهر تجمهر الناس حول القتيل.
وقد لقي الادعاء رواجاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، ويمكن الاطلاع على عيّنة من الحسابات التي ساهمت في نشره ضمن قائمة "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
تحقّق فريق منصة "تأكّد" من الادعاء، واستطاع الوصول إلى شخص من أهالي حي السليمانية في حلب كان جاراً لـ"وليد خلف" ويعرفه جيداً قبل عام 2011.
وأكد المصدر ـ الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه ـ أنه تعرّف على "وليد خلف" في الصور المرفقة من موقع الحادثة، كما نفى أن يكون هو الرجل الذي يبكي حافظ الأسد في المقطع المتداول، لافتاً إلى وجود اختلاف في الملامح والصوت بالمقارنة مع القتيل.
وذكر المصدر أن القتيل اشتهر بلقب "الأشطمنجي"، إذ كان يملك محلاً لتصليح "إشطمانات" السيارات في الصناعة الخامسة عند أوتوستراد حي الصالحين بحلب قبل عام 2011، مضيفاً أنه كان مشهوراً بالتخابر لصالح النظام آنذاك، وكان "يضع سلاحاً على خصره ويتفاخر به، وبعد انطلاق الثورة السورية صار يقمع المظاهرات في حلب بالسلاح ويتفاخر بذلك بين الناس".
وقد تعذّر على الفريق الوصول إلى شخصية الرجل الذي يبكي في المقطع المصوَّر المتداول، لكنه عاد إلى أصل المقطع ووجد أنه مجتزأ من تقرير لوكالة أسوشيتد برس (AP) منشور على يوتيوب عام 2015، وذكرت الوكالة أنه صُوِّر بتاريخ 11 حزيران/يونيو 2000 في العاصمة اللبنانية بيروت قرب مقر قيادة فرع حزب البعث بالمدينة بعد يوم من وفاة حافظ الأسد.
وسبق أن جرى تداول المقطع على سبيل السخرية، واستخدمته قناة أورينت في أحد برامجها الساخرة (Tele Orient).
تشهد مدينة حلب منذ سقوط النظام سلسلة من عمليات الاغتيال التي تستهدف شخصيات محلية يُتهم بعضها بالارتباط بالنظام السابق ويُشار إليها بمصطلح "شبيحة".
وفي أحدث تلك العمليات، بتاريخ 9 أيلول/سبتمبر 2025. فقد استهدف مسلحان مجهولان يستقلان دراجة نارية "وليد خلف" عند دوار السياسية في حي السليمانية، ما أدى إلى مقتله على الفور.
وقبل ذلك بيوم واحد، اقتحم مسلحون يرتدون زياً عسكرياً منزلاً في حي الكلاسة، وأطلقوا النار على شادي بيطار وأفراد من عائلته، ما أسفر عن مقتله إلى جانب ثلاث سيدات، إحداهن شقيقته الحامل التي فارقت الحياة مع جنينها.
وتجري هذه العمليات خارج أي إطار قانوني، بينما لم تصدر السلطات السورية الحالية أي تعليق رسمي بشأنها، ولم يُعلن عن فتح تحقيقات لتحديد الجهات المسؤولة عنها.