نشرت حسابات في فيسبوك وإكس وتيك توك مقطع فيديو زعمت أنه يُظهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب معبراً عن دعمه للرئيس السوري أحمد الشرع ضد "قسد" والفصائل في السويداء.
يظهر المقطع الرئيس ترامب خلال جلسة في الكونغرس قائلاً: "لدعم سوريا، سندعم الحاكم السوري أحمد الشرع للقضاء على الإرهاب.. شكرًا لكم. يجب على الحكومة السورية أن تفرض سيطرتها على كامل أراضيها. لا مكان لميليشيا قوات سوريا الديمقراطية، الميليشيات الإرهابية، في محافظة السويداء".
يُذكر أن الادعاء سبق نشره مراراً في تموز/ يوليو الماضي بصيغ مختلفة، مكتوبة ومرفقة بمقطع الفيديو، ويُعاد تداوله بالتزامن مع وصول الرئيس السوري إلى الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحاز على انتشار واسع بمواقع التواصل، تجدون عينة من الحسابات المساهمة بنشره في قائمة "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتعارض بالكامل مع حقائق مثبتة وجرى تأليفه بالكامل ولا أساس له من الصحة.
تحقق فريق (تأكد) من صحة الفيديو وادعاء أن الرئيس ترامب أعلن دعمه للرئيس الشرع في القضاء على "المليشيات خارج نطاق الدولة السورية" ومنها "قسد" وفصائل السويداء، فتبين أن الادعاء ملفق والمقطع مفبرك.
إذ أظهر التحليل تلاعباً بالصورة والصوت باستخدام إحدى تقنيات الذكاء الاصطناعي المعروفة باسم "التزييف العميق (Deepfake). وظهر بالبحث العكسي أن الفيديو الأصلي نُشر في 4 آذار/ مارس 2025، خلال جلسة في الكونغرس، واجتُزئ المقطع من الساعة الأولى والدقيقة 34 تقريباً من الفيديو الأصلي الذي نشرته قناة C-SPAN، إذ كان ترامب في تلك اللحظة يُكرّم عائلة "كوراي كومبراتوري"، الذي قُتل في إطلاق نار خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا بتاريخ 14 تموز/يوليو 2024، أثناء محاولة اغتيال ترامب، ويمكن الاطلاع على المقطع المجتزأ بنسخته الأصلية باللغتين الإنجليزية والعربية.
كما لم يسفر البحث في المصادر الموثوقة عمّا يدعم صحة تصريحات الرئيس ترامب الواردة في الادعاء.
يُذكر أن وكالة رويترز عملت على التحقق من المقطع حين نُشر بادعاء مشابه في نهاية تموز/ يوليو الماضي.
وصل الرئيس السوري أحمد الشرع يوم الأحد 21 أيلول/ سبتمبر إلى نيويورك في أول زيارة لرئيس سوري منذ عقود، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين، وتعد هذه المشاركة الأولى لرئيس سوري منذ أكثر من 60 عاماً.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد عقد اجتماعاً مع الرئيس الشرع في الرياض خلال أيار/ مايو 2025، في لقاء هو الأول من نوعه بين رئيس سوري ونظيره الأميركي منذ 25 عاماً.