شاركت حسابات على موقعي فيسبوك و إكس مقطع فيديو بطول دقيقة تقريبًا، يُظهر ارتالًا عسكرية من عشرات العربات المسلحة تسير على طريق ريفي ضيق عند غروب الشمس، وزعمت الحسابات أن هذه المشاهد توثّق تحركات ارتال ضخمة للجيش السوري في ريف حلب، بالقرب من مناطق سيطرة قسد في دير حافر.
وحاز الفيديو المرفق بالادعاء على انتشار واسع إذ تداولته حسابات على فيسبوك وإكس، وتجدون عينة من الحسابات المساهمة بانتشاره في قائمة "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
تحقق فريق تأكد من مقطع الفيديو المتداول والادعاء المرفق بأنه يوثق انتشارًا حديثًا للجيش السوري في ريف حلب، وتبين أن الادعاء مضلل.
إذ أظهرت نتائج البحث العكسي أن الفيديو نُشر بتاريخ 20 كانون الثاني/يناير 2025، وذلك خلال فترة التوترات التي شهدتها المنطقة بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) عقب سقوط نظام الأسد.
في الأشهر الأخيرة تصاعدت حدة التوترات بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لتتحول من خلافات سياسية حول آليات تنفيذ اتفاق الدمج الموقّع في آذار/مارس 2025 إلى مواجهات ميدانية مباشرة. فشهد ريف حلب الشمالي الشرقي، ولا سيما قرب دير حافر وحيي الشيخ مقصود والأشرفية وقرى أخرى مثل الإمام، مناوشات متكررة شملت تبادل إطلاق النار واستخدام الطائرات المسيّرة، وسط اتهامات متبادلة بخرق بنود وقف إطلاق النار. وأسفرت بعض هذه المواجهات عن سقوط قتلى من الطرفين.
الخلافات لم تقتصر على الجانب العسكري، بل امتدت إلى ملفات سياسية وأمنية حساسة، منها إدارة المعتقلين، وصلاحيات المجالس المحلية في مناطق سيطرة قسد، ومدى خضوع هذه القوات لسلطة المركز في دمشق. و اتهمت دمشق قسد بالتحرك "خارج إطار الدولة" من خلال احتفاظها ببنية عسكرية وأمنية مستقلة، فيما ردت الأخيرة بأن الحكومة تحاول الالتفاف على اتفاق آذار عبر تعزيز وجودها العسكري قرب مناطق نفوذ الإدارة الذاتية.