ما حقيقة القبض على أشخاص يمتهنون صناعة وبيع الأفلام الإباحية في حلب؟

الادعاء 

تداولت صفحات وحسابات بمواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين من شهر آب 2022، ادعاء يزعم قبض أجهزة النظام السوري الأمنية على 9 أشخاص من الجنسين في مدينة حلب، يعملون على تصوير الأفلام الإباحية وبيعها.

وذكر المنشور أن أجهزة النظام الأمنية صادرت 41 مليون ليرة سورية من المقبوض عليهم، وزعمت أن أكثر من ضعفي المبلغ المذكور، لم يفصحوا عنها.

وأُرفق الادعاء بصورة مؤلفة من 5 صور صغيرة، إحداها لمجموعة فتيات، والثانية لمجموعة شبان، بدا أنهم الأشخاص المقبوض عليهم، في حين أظهرت الصور الأُخرى كاميرات ومعدات تصوير وأموالاً بالعملة السورية والدولار الأمريكي.

ولقي الادعاء المذكور مرفقاً بالصورة انتشاراً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نشرته عشرات الحسابات والصفحات ومدونات أخبار محلية منها موقع "طرطوس اليوم"، وحصد آلاف التفاعلات والتعليقات والكثير من المشاركات. يمكنك الاطلاع على عينة من مصادر الادعاء في الجدول أسفل المادة.

تتبعت منصة "تأكد" الادعاء المشار إليه والصور المرفقة به، للتأكد من صحة الادعاء والتحقق إذا ما كانت الصور تُظهر الأشخاص المقبوض عليهم والأموال والمعدات المصادرة منهم، وتبين أن الادعاء ملفق ولا مصدر له، والصور منشورة في سياقات أُخرى في أوقات سابقة.

وبحث فريق "تأكد" في حسابات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لـ"وزارة الداخلية" بحكومة النظام السوري، التي تنشر بشكل شبه يومي أخبار عملياتها في المحافظات السورية الواقعة تحت سيطرتها، ولم يُعثر على الادعاء المذكور.

كما شملت عملية البحث عن الادعاء، بعض وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري والموالية له، مثل وكالة "سانا" وصحيفة "الوطن"، ولم يعثر أيضاً على الادعاء. 

كما بحث فريق "تأكد" عن الصور المصغرة المرفقة بالادعاء، كل واحدة على حدة، واتضح أن صورة الفتيات، نشرتها مواقع تركية بينها صحيفة "صباح" عام 2018، في سياق خبر يتحدث عن ضبط شبكة دعارة في منطقة ريزا.

وصورة الشبان المرفقة بالادعاء اتضح أيضاً أنها منشورة عام 2019 بمواقع إخبارية مصرية بينها موقع "الشروق"، في سياق خبر عن القبض على 4 أشخاص ارتكبوا جريمة قتل في القاهرة.

أما صورة المبالغ بالدولار الأمريكي، تبيّن أنها منشورة عام 2018 في مواقع إخبارية عراقية بينها "وكالة أنباء براثا"، في سياق خبر عن إحباط تهريب 66 ألف دولار من العراق إلى كوريا.

في حين اتضح أن صورة الكاميرات ومعدات التصوير منشورة في وقت سابق بموقع إلكتروني خاص بمصوّر فوتوغرافي يدعى "بيتر".

أما الصورة الأخيرة والتي يظهر فيها عملات ورقية سورية فتظهر أنها تحمل العلامة المائية التي تضعها "وزارة الداخلية" في حكومة النظام السوري على الصور التي تنشرها، ولم يظهر البحث في آخر المنشورات على صفحتها بموقع فيسبوك أي نتائج داعمة للادعاء.

ولم يتسن لمنصة "تأكد" التحقق من جميع سياقات نشر الصور في المواقع المذكورة، إلا أن نشرها في أوقات سابقة ينفي صلتها بالادعاء المتداول، حول القبض على أشخاص يمتهنون صناعة وبيع الأفلام الإباحية في حلب.

1. الادعاء المتداول حول القبض على 9 أشخاص يصنعون ويبيعون الأفلام الإباحية في حلب، ملفق ولا مصدر له.
   
   
2. المنصات ووسائل الإعلام التابعة للنظام السوري والمنحازة له لم تأتِ على ذكر الادعاء المتداول.
   
   
3. الصور المرفقة بالادعاء نُشرت في مواقع إخبارية عربية وأجنبية في سياقات مختلفة، في أوقات سابقة.
   
   
4. أُدرجت هذه المادة في قسم "كذب"، والذي يضم المحتوى الذي جرى تأليفه ولا أساس له من الصحة، وفق "منهجية تأكد".