هل قررت المنظمة العربية للطيران إعادة فتح الأجواء السورية؟

الادعاء

ادّعت مواقع إعلامية بأن المنظمة العربية للطيران المدني التابعة لجامعة الدول العربية قررت عودة تحليق الطيران العربي في الأجواء السورية بعد أن كان معلقا لمدة 12 سنة.

حيث زعمت وكالة (سبوتنيك) الروسية بتاريخ 5 تموز الجاري أن "المنظمة العربية للطيران قررت إعادة الأجواء السورية إلى خارطة العبور بعد 12 عاما من خلوها"، ونقلت الوكالة تصريحات عن مدير عام الطيران المدني السوري، باسم منصور بشأن مشاركة سوريا في اجتماعات المنظمة التي أقيمت في المغرب.

ونشر موقع (تلفزيون سوريا) مقالا بتاريخ يوم الثلاثاء 9 تموز/ يوليو الجاري، تحت عنوان: "قرار بعودة الطيران العربي إلى الأجواء السورية"، وقال إن "المنظمة العربية للطيران المدني أعلنت استئناف الرحلات الجوية ضمن المجال الجوي السوري".

وكذلك نشرت (قناة العربية) السعودية الادعاء ذاته، عبر حسابها الرسمي في موقع إكس، (تويتر سابقاً) وقالت إن "المنظمة العربية للطيران المدني تعيد التحليق في أجواء ‎سوريا بعد 12 عاما من التعليق".

وجاء سياق الادعاء مع إعلان مشاركة وفد من النظام السوري في اجتماعات الدورة الـ 28 التي عقدتها المنظمة العربية للطيران المدني، في مدينة الرباط بالمملكة المغربية مطلع تموز الجاري.

وساهمت عدة مواقع إخبارية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الدردشة بنشر الادعاء، تجدون عينة منها في جدول مصادر الادعاء نهاية المادة.

دحض الادعاء

أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً للتحقق من صحة الادعاء المتداول بأن "المنظمة العربية للطيران المدني قررت إعادة فتح الأجواء السورية" فتبيّن أنه غير صحيح.

ولم يعثر على أي نتائج تدعم الادعاء من خلال البحث المتقدم في الموقع الإلكتروني الرسمي لمنظمة الطيران العربي والحسابات الرسمية المرتبطة به.

وحصلت منصة (تأكد) على نسخة بيان توضيحي عبر تصريح خاص من إبراهيم بنادي، مسؤول التواصل والإعلام بالمنظمة العربية للطيران المدني، بخصوص ما تم تداوله بشأن فتح الأجواء السورية.

وأفادت المنظمة أن الخبر الذي تم نشره بخصوص عودة تحليق الطيران العربي في الأجواء السورية بعد 12 عاماً من التعليق (لا أساس له من الصحة) وأكدت في التوضيح أنها لم تصدر أي بيان بهذا الشأن، علماً بأن المنظمة ليست الجهة المخولة بتعليق أو فتح أجواء الدول.

وتنوه منصة (تأكد) بأن المسؤول الإعلامي في المنظمة أشار في حديثه للمنصة بأن البيان التوضيحي لم ينشر عبر موقع المنظمة الرسمي، حيث اقتصر توزيعه على بعض المنابر الإعلامية.

| الأجواء السورية.. تاريخ حافل بالادعاءات

تكررت الادعاءات والأخبار الخاطئة بما يتعلق في المجال الجوي السوري خلال السنوات الماضية، وكانت ادعت وسائل إعلام خلال شهر أيلول 2022 أن الطيران المدني التركي استأنف استخدام الأجواء السورية في الرحلات المدنية بعد سنوات من الانقطاع.

وتجددت هذه الادعاءات مع إعلان المشاركة لقاءات الجمعية العامة للمنظمة العربية للطيران المدني على المستوى الوزاري، حيث انعقدت تلك الاجتماعات ضمن فعاليات دورتها الدورية الثامنة والعشرين في المملكة المغربية.

ويذكر أن مشاركة النظام السوري في الاجتماع الأخير يأتي نتيجة إلى قرار عودته إلى الجامعة العربية، ولا تعني إعادة فتح الأجواء السورية، حيث أن ذلك يعتبر قرار خاص بكل دولة من أعضاء الجامعة العربية، وقال وفد النظام إنه ناقش وشجع عدة وفود عربية على استئناف الرحلات الجوية عبر المطارات السورية.

وينص قرار إعادة عضوية سوريا إلى الجامعة العربية على "استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها اعتبارا من 7 مايو/أيار 2023"، حيث تمت إعادة النظام السوري إلى الجامعة حينها.

وأعلنت وزارة النقل في حكومة النظام بتاريخ 10 تموز/ يوليو الجاري، وصول أول رحلة للخطوط الجوية السورية إلى مطار الملك خالد في الرياض السعودية وقالت إن الرحلة تأتي "ايذاناً بعودة الطيران المنتظم بين البلدين" وسبق ذلك نفي مصادر إعلاميّة مقربة من النظام إعادة طائرات مؤسسة الطيران السورية من السعودية.

وخلال موسم الحج تم تنظيم رحلات جوية مباشرة من دمشق إلى السعودية اقتصرت على نقل الحجاج وقتذاك، وقدرت وزارة النقل التابعة للنظام السوري أنها نفذت 97 رحلة جوية ذهاباً وإياباً خلال موسم الحج، وكانت علقت العديد شركات الطيران الدولية رحلاتها إلى سوريا مع بداية الثورة السورية، وعادة ما يتم تنظيم رحلات جوية غير مباشرة وفق ما ينشره إعلام النظام وشركة أجنحة الشام للطيران العاملة في مناطق سيطرة النظام السوري.

الاستنتاج