التسجيل الذي يظهر أسر مقاتلة من "قسد" وتهديدها بال...
الثلاثاء 03 كانون أول - إرباك
ادّعت وسائل إعلامية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي عدم تدخل أي جهة لإخماد حرائق حراجية اندلعت في منطقة عفرين بريف حلب، إلا أن الادعاء كاذب واستجاب الدفاع المدني السوري وساهم في إخماد الحرائق.
محمد العلي الجمعة 02 آب 2024
الادعاء
زعم إبراهيم شيخو، من منظمة حقوق الإنسان في عفرين، في حديثه لـ (راديو آرتا) يوم الأربعاء 31 تموز/ يوليو 2024، "عدم تدخل أي جهة لإخماد حرائق الغابات في عفرين بريف محافظة حلب الشمالي".
ونشرت صفحات إخبارية محسوبة على "حزب الاتحاد الديمقراطي PYD"، منشورات تشير إلى الادعاء ذاته، وزعمت أن "كوادر الدفاع المدني رفض التدخل رغم مطالبة الأهالي، تذرعوا بأنهم لا يستطيعون السيطرة على الحرائق".
وساهمت عدة جهات إعلامية بنشر الادعاء المتداول تجدون عينة منها في جدول مصادر الادعاء نهاية المادة.
أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً للتحقق من صحة الادعاء الذي يزعم عدم "تدخل أي جهة لإخماد حرائق الغابات في عفرين"، فتبيّن أنه غير صحيح.
وقاد البحث باستخدام كلمات مفتاحية متعلقة بالادعاء إلى المعرفات الرسمية لمنظمة الدفاع المدني السوري المعروفة بـ"الخوذ البيضاء" حيث بثت مشاهد من مكافحة حرائق حراجية اندلعت في جبال قرية الدرويشية بريف راجو شمالي حلب.
وكذلك استجابت فرق الدفاع المدني لحريق حراجي كبير بعد منتصف ليلة يوم الأحد 28 تموز، في منطقة شنكل بناحية راجو في ريف عفرين شمال حلب، بعد نحو 10 ساعات من العمل وسط صعوبات كبيرة وعدم قدرة سيارات الإطفاء على الوصول للمكان بسبب طبيعة المنطقة الجبلية الوعرة.
أكد مسؤول في فرق البحث والإنقاذ والإطفاء في الدفاع المدني ياسر ننه، في حديثه لمنصة (تأكد) أن فرق الدفاع المدني استجابت بشكل مباشر للحرائق الأخيرة في عفرين عند تلقي البلاغ ودائما يوجد فريق إطفاء مناوب في كل مركز لكن التحدي الأكبر يكون بزمن الوصول من المركز إلى الحريق.
وأرجع ذلك إلى بعد المسافات وطبيعة عفرين وريفها الجبلية شديدة الوعورة، في بعض الأحيان يضطر الفريق للمشي على الأقدام لمسافة 4 أو 5 كم في الجبال الوعرة للوصول للحريق ويتم الاعتماد على طرق الإخماد بالعزل في جزء من الحرائق الحراجية لعدم قدرة سيارات الإطفاء على الوصول بسبب وعورة المنطقة.
وأضاف، أنه تم حل جزء من هذه المشكلة عبر تزويد المراكز بسيارات طوارئ دفع رباعي ولكن مع ذلك هناك تضطر فرق الإطفاء للسير على الأقدام للوصول للحرائق الحراجية في أغلب الأحيان لوعورة المنطقة.
مشيرا إلى أن مع طبيعة المنطقة الجبلية تصعب تقدير المساحات، ولكن للأسف ببعض الأحيان وبسبب صعوبة الوصول إلى المناطق شديدة الوعورة تكون المساحات المحروقة كبيرة نوعاً ما أو بحالة وجود عدة بؤر للحريق، وبالتأكيد تتباين المساحات المحروقة بكل حريق وقد تكون من عدة أمتار وقد تصل لهكتارات.
واستجابت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري لأكثر من 25 حريق حراجي وزراعي في منطقة عفرين وريفها من 1 تموز حتى 21 منه، لافتا إلى حشد جهود الدفاع المدني في إخماد الحرائق سواء بالاستعانة بالمركز الموجودة في عفرين وفي غالب الأحيان بستجيب مركزان معاً.
وذلك لضمان إخماد الحريق بأسرع وقت ممكن وتقليل الخسائر بالغطاء النباتي، واستعانت الفرق ببعض الأحيان بفرق اعزاز أو إدلب في حال وجود حرائق كبيرة، وتم في عام 2021 توجيه مؤازرات فرق إطفاء من إدلب إلى عفرين لإخماد حرائق حراجية.
ولفت إلى أن تدريبات خاصة بفرق الإطفاء تقديمها للمجتمعات المحلية، ونوه بأنّ في جميع المناطق التي نعمل فيها مساعدة الأهالي مهمة جداً بشرط دون مشاركتهم المباشرة وتشكيل أي خطر عليهم، وفي عفرين دائما يتعاون السكان معنا في عمليات الإخماد ودورهم محوري وخاصة في عمليات الدعم إلى جانب المتطوعين في المؤسسة من أبناء المنطقة لمعرفتهم الطرقات طبيعة الجبال.
مشيرا إلى أن هناك عدة طرق للإبلاغ عن الحرائق الحراجية أو حتى الحرائق الزراعية والمنزلية، منها عبر أرقام طوارئ الدفاع المدني السوري، ويوجد رقم مخصص لريف حلب شكل عام، كما يوجد رقم طوارئ مخصص لكل مركز في عفرين.
وذكر أن في عفرين وريفها هناك أربع مراكز هي (مركز رئيسي في مدينة عفرين، ومركز شران، ومركز راجو، ومركز جنديرس) وهذه الأرقام معممة عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي مكتوبة على السيارات، وعلى باب كل مركز، وتعمم على المجموعات الدخلية على الأهالي.
أكدت منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) وجود مخاطر بيئية تهدد الثروة الحراجية في شمال غربي سوريا مع ارتفاع أعداد الحرائق التي تغيّر شكل الغطاء النباتي، وتحوّل مساحات كبيرة من الغابات والأحراش إلى أراضٍ جرداء.
ونوهت إلى أنّ عشرات الحرائق الحراجية اندلعت في الآونة الأخيرة في مرتفعات عفرين وريف إدلب الغربي، ونفذت الخوذ البيضاء 92 مهمة إطفاء خلال شهر نيسان وحتى 21 تموز الماضي، 60 منها في غابات عفرين وريف حلب الشمالي، و32 في إدلب.
وحول الأسباب ذكرت أن من أهمها "التحطيب، قصف قوات النظام السوري، والقطع الجائر للأشجار، وارتفاع درجات الحرارة.
ومنذ بداية العام الحالي 2024 حتى نهاية شهر نيسان، أخمدت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري أكثر من 522 حريقاً في شمال غربي سوريا، نتج عنها وفاة مدنيين اثنين بينهم طفل، وإصابة 74 مدنياً بينهم 32 طفلاً و 16 امرأة بحالات حروق واختناق
و خلال العام الفائت 2023، أخمدت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري أكثر من 2760 حريقاً منها أكثر من 760 حريقاً في الحقول الزراعية، ونحو 206 حريقاً في الغابات والأحراش والحدائق، وخلفت تلك الحرائق أضراراً كبيرة في المحاصيل الزراعية والغطاء النباتي في مناطق شمال غربي سوريا.
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية