ما حقيقة طلب "الجيش الإسرائيلي" إخلاء مناطق سكنية بدمشق؟

الادعاء

ادّعت صفحات ومستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي، بأنّ "الجيش الإسرائيلي أصدر إنذار لإخلاء مباني في مباني ضمن منطقة المزة والسيدة زينب وكفرسوسة بدمشق".

وزعمت صفحة تحمل اسم (فاصل إعلان) على موقع فيسبوك، يوم السبت 16 تشرين الثاني/ نوفمبر، بأن "الجيش الإسرائيلي طلب إخلاء مبانٍ في العاصمة السورية دمشق ضمن مناطق محددة"، وأوردت الادعاء بأنه خبر عاجل.

وحسب نص الادعاء فإنّ "الجيش الإسرائيلي طلب من سكان المباني المحددة وتلك المجاورة لها الإخلاء فورًا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر"، ونسبت بعض مصادر الادعاء الإنذار المزعوم إلى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي.

وحاز الادعاء المشار إليه على انتشار واسع النطاق حيث نشرته عدة حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ومستخدمون لتطبيقات الدردشة.

دحض الادعاء

أجرى فريق منصة (تأكد) بحثا للتحقق من صحة الادعاء الذي يزعم أن "الجيش الإسرائيلي طلب إخلاء مباني محددة ضمن مدينة دمشق"، فتبيّن أنه غير صحيح.

ولم يعثر على أي نتائج تدعم الادعاء المتداول علماً بأن البحث شمل الموقع الرسمي التابع لـ"الجيش الإسرائيلي" والحسابات الرسمية المرتبطة به باللغتين العربية والعبرية.

وشمل البحث المتقدم الحسابات التابعة للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، والمتحدث باللغة العربية أفيخاي أدرعي، وكابتن إيلا نائب المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي للإعلام العربي.

ويتضح خلال المقارنة بين إعلان الإخلاء الذي يصدر عادة عن الجيش الإسرائيلي قبل تنفيذ بعض الغارات في لبنان، وبين الصور المرفقة بالادعاء وجود اختلافات جذرية موضحة خلال المطابقة.

وكان أنذر الجيش الإسرائيلي سكان مبانٍ في حارة حريك والغبيري وبرج البراجنة بالضاحية الجنوبية لبيروت بالإخلاء الفوري تحضيراً لاستهداف مواقع يقول إنّها تابعة لميليشيا حزب الله اللبناني.

غارات إسرائيلية متكررة على دمشق دون أي إنذار لإخلاء مباني

تكررت الغارات الإسرائيلية على عدة مواقع في سوريا إلا أنه رغم التصعيد الملحوظ في كم الاستهدافات لم يسبق أن أنذر الجيش الإسرائيلي لإخلاء مبانٍ في العاصمة السورية دمشق.

وصارت منطقة المزة على وجه الخصوص في دمشق في قلب الأحداث خلال الأشهر الماضية، بعدما شنت إسرائيل عدة ضربات فيها أسفرت عن مقتل مدنيين وقادة إيرانيين وتابعين لـ "حزب الله" اللبناني بشكل متكرر.

ومنذ مطلع العام الحالي تحولت منطقة المزة إلى هدف متكرر لإسرائيل، وقتل فيها خلال الأشهر الماضية قادة من "حزب الله" وآخرون يتبعون لـ"الحرس الثوري" الإيراني.

وتعتبر المزة من الأحياء الراقية في العاصمة دمشق، ويوجد فيها مقار سفارات وبعثات دبلوماسية، فضلا عن العديد من المراكز الأمنية التابعة للنظام السوري.

الاستنتاج