هل لفقت CNN قصة "تحرير معتقل سوري من سجن سري"؟
الأحد 15 كانون أول - احتيال
فريق التحرير الأربعاء 11 كانون أول 2024
الادعاء
تداولت مؤخرًا حسابات شخصية وصفحات عامة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك وإكس، خبرًا يفيد باعتقال الضابط أمجد اليوسف، الذي يُعتبر المسؤول الأبرز عن مجزرة التضامن في دمشق، وذلك نقلاً عن تلفزيون سوريا.
وزعم متداولو الخبر أيضًا أنه يجري العمل على تجهيز مكان عام لتنفيذ إعدامه قريبًا على العلن.
أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً للتحقق من صحة المنشورات التي تزعم إلقاء القبض على أمجد اليوسف المسؤول الأبرز عن مجزرة التضامن واعلان تنفيذ حكم الإعدام بحقه قريبًا، وتبيّن انّه غير صحيح.
قاد البحث العكسي عن الصورة، إلى أنها قديمة وتعود الى 30 مايو/ أيار عام 2022، حين احتجز نظام الأسد المخلوع الضابط "أمجد يوسف" الذي أعدم واغتصب مئات المدنيين في حي التضامن بدمشق، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، كما أنّ التجهيزات التي ورد ذكرها في الادعاء بشأن التحضير لإعدام اليوسف، لا صحة لها حتّى الآن.
وقعت مجزرة التضامن في 16 أبريل/ نيسان عام 2013، حيث قام أمجد يوسف، الذي كان يشغل منصب مساعد أول في الفرع 227، بإعدام 41 مدنيًا بدم بارد، حين ظهر في مقاطع فيديو توثّق لحظات إطلاق النار على الضحايا وهم معصوبو الأعين ومكبّلو الأيدي، قبل أن يحرق جثثهم داخل حفرة عميقة.
هذه الفيديوهات، التي كشفت عنها صحيفة الغارديان عام 2022، أثارت موجة غضب عالمي حيث فتحت دول مثل فرنسا وهولندا وألمانيا تحقيقات بشأن جرائم الحرب المرتكبة في سوريا، وتمكن المحققون الألمان، على وجه الخصوص، من تحديد هوية أحد زملاء أمجد يوسف الذي يقيم في ألمانيا.
من جانبه، أنكر النظام السوري حينها الاتهامات الموجهة إلى أمجد يوسف، حيث وصفت وزارة الخارجية السورية الفيديوهات والصور والوثائق التي نشرتها الغارديان بأنها "مفبركة"، في محاولة لتبرير الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.
توقيف أمجد يوسف حينها لم يتم استنادًا إلى مذكرة قضائية تتضمن تهمًا محددة، ولم تُحال قضيته إلى القضاء، كما لم يصدر عن النظام السوري أي بيان يؤكد اعتقاله رسميًا، مما يشير إلى أنّ النظام سعى إلى إخفائه إلى الأبد أو تصفيته ذاتيًا لتجنب فضح تفاصيل المجازر التي تورط فيها، وضمان طمس الأدلة التي قد تضر به على المستوى الدولي.
وفقًا لتصريحات أحد زملاء أمجد يوسف السابقين للغارديان، فإن أمجد كان مسؤولًا عن ما يصل إلى اثنتي عشرة مذبحة أخرى وقعت في حي التضامن، وأن السكان المحليين كانوا على دراية كاملة بمواقع هذه المجازر، وأشار المصدر أنّ المجازر كانت أشبه بالتطهير العرقي حيث أن جميع ضحاياها من الطائفة السنيّة.
فرضت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في مارس/ آذار عام 2023، عقوبات على أمجد يوسف، نظرًا لتورطه المباشر في قمع المدنيين في سوريا، باستخدام أساليب وحشية منها الاغتصاب والقتل المنهجي.
أعلن قائد إدارة العمليات في سوريا، أحمد الشرع، عزمه محاسبة كل من تورط في تعذيب الشعب السوري من مجرمين وضباط أمن وجيش، مؤكدًا في بيان عبر "تليجرام" أن العدالة ستطال مجرمي الحرب حتى في الدول التي فروا إليها. وأوضح أن الخطوة الأولى ستكون إصدار قائمة بأسماء كبار المتورطين، مع تقديم مكافآت مالية لمن يقدم معلومات تساهم في القبض على ضباط الجيش والأمن المسؤولين عن جرائم الحرب.
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية