هل لفقت CNN قصة "تحرير معتقل سوري من سجن سري"؟
الأحد 15 كانون أول - احتيال
عبدالعزيز الخليفة الأربعاء 11 كانون أول 2024
الادعاء
تداولت صفحات عامة وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الثلاثاء 10 كانون الأول/ديسمبر الجاري، ادعاءً يزعم أن "واشنطن قررت رفع العقوبات الأميركية عن سوريا بتاريخ 20 كانون الأول/ديسمبر الجاري". وجاء تداول هذا الادعاء بعد نجاح المعارضة المسلحة في إسقاط نظام البعث وفرار بشار الأسد خارج البلاد.
وأُرفق الادعاء بصورة تظهر مديرة مكتب قناة العربية الإخبارية في واشنطن، الإعلامية نادية البلبيسي، مع نص يقول: "ستنتهي عقوبات قانون قيصر في 20 ديسمبر".
وحاز الادعاء على انتشار واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي. تجدون عينة من الحسابات التي ساهمت في نشره ضمن قائمة "مصادر الادعاء".
أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً للتحقق من صحة الادعاء، الذي نسب لمديرة مكتب قناة العربية في واشنطن بخصوص قرار الولايات المتحدة وقف العقوبات على سوريا في 20 كانون الأول الجاري، وتبين أنه غير صحيح.
ولم تظهر نتائج البحث باستخدام كلمات مفتاحية مرتبطة بالادعاء باللغتين العربية والإنكليزية أي نتائج داعمه له، وشمل البحث كلا من الموقع الإلكتروني لقناة (العربية) والحسابات الرسمية التابعة لها، وحساب مديرة مكتبها في منصة (إكس).
فيما أظهرت نتائج البحث أن الصورة المرفقة بالادعاء مقتطعة من مؤتمر صحفي للمتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، بثته العربية عبر قناتها بمنصة "يوتيوب" بتاريخ 10 كانون الأول الجاري، تظهر خلاله مديرة مكتبها في واشنطن، نادية بلبيسي، وهي تقول له "ستنتهي عقوبات قانون قيصر في 20 ديسمبر على ما أعتقد، هل تعتقد الإدارة أنه يجب أن تنهي العقوبات الأن كون أن النظام لم يعد موجوداً"، ليرد "ليس لدي أي إعلانات بشأن هذا القانون اليوم، سنستمر بمراقبة ما يحدث واتخاذ قرارتنا والمضي قدماً.
وقبل أيام كشف الناشط السوري محمد غانم في منشور له بحسابه بمنصة (فيسبوك)، عن نجاح اللوبي السوري في أميركا في "إقناع الكونغرس الأميركي جمهوريّين وديمقراطيّين برفض مقترح من إدارة بايدن لعدم تجديد قانون قيصر لحماية المدنيّين السوريّين الذي تنتهي صلاحيّته الشهر الجاري".
وعدناكم قبل بضعة أيّام بخبر جيّد ستسمعونه من واشنطن قريياً 👇🏼هو خبر عظيم حقيقةً. بوسعنا أن نُعلن الآن أنّنا— بعد معركة سياسيّة حامية الوطيس استمرّت لعدّة أشهر دخلت فيها ثلاث دول في وساطة مع الإدارة الأميركيّة لصالح نظام الأسد (قبل تهاويه الجاري حاليّاً)— استطعنا إقناع الكونغرس… https://t.co/PRu2vrNHgI
— MG (@MhdAGhanem) December 7, 2024
وأوضح أن الكونغرس الأميركي سوف يمدد القانون لخمس سنوات " وذلك ضمن مشروع ميزانيّة وزارة الدفاع للعام المقبل الذي سيوقّع عليه الرّئيس قبل نهاية العام ليصبح قانوناً نافذاً".
في ومنشور لـ "غانم" تحدث عن عزم المجتمع المدني السوري في أميركا "على التحرّك لرفع العقوبات عن سورية حال تشكيل نظام حكم يرضى عنه الشعب السوري".
وينشط في أميركا "لوبي سوري" يضم منظمات مجتمع مدني ورجال أعمال وقادة رأي وسياسيين سوريين حاصلين على الجنسية الأمريكية، أسهم بطرح عدد من المشاريع، ومنها قانون "قيصر، ومشروع قانون مناهضة التطبيع مع الأسد"، الذي عمل عليه "التحالف الأمريكي لأجل سوريا"، وهو مظلة انضوت تحتها عدة منظمات أمريكية مختصة بالشأن السوري.
أقر الكونغرس في عام 2019 العقوبات الأشد صرامة على الإطلاق على نظام الأسد السابق، والمعروفة باسم قانون "قيصر". وقد حصل القانون على اسمه من المصور العسكري السوري المنشق عن النظام والمعروف باسم "قصير" والذي سرب آلاف صور المعتقلين الذين قتلوا في سجون الأسد.
وتنطبق عقوبات "قيصر" على قطاعات الأعمال السورية وعلى أي فرد يتعامل مع سوريا بغض النظر عن جنسيته وعلى أولئك الذين يتعاملون مع كيانات روسية وإيرانية في سوريا. ومن المقرر أن ينتهي أجل تنفيذ العقوبات في 20 كانون الأول الجاري، ما لم يقم المشرعون الأميركيون بتجديدها.
وكانت نقلت رويترز عن "خمسة مصادر مطلعة" أن الولايات المتحدة والإمارات ناقشتا إمكانية رفع العقوبات عن نظام الأسد السابق في سوريا، إذا نأى بنفسه عن إيران وقطع طرق نقل الأسلحة لميليشيا حزب الله اللبناني، وذلك قبل سيطرة فصائل المعارضة على حلب.
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية