هل رفض "تجمع الشباب المدني" علم الثورة السورية؟

الادعاء

تم تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا، بيانًا منسوبًا لـ "تجمع الشباب المدني"، أحد منظمي المظاهرة التي خرجت في العاصمة السورية دمشق، أمس الخميس 19 كانون الأول/ديسمبر الجاري، والتي رفع خلالها شعارات طالبت بأن تكون سوريا دولة مدنية علمانية.

ويقول البيان الذي جرى تداوله على شكل تصميم حمل تاريخ خروج المظاهرة: "نحن تجمع الشباب المدني والتيار المدني العلماني في سوريا نعلن تأكيدنا على أن تكون سوريا دولة مدنية علمانية، ونرفض علم الاحتلال الفرنسي، ونؤكد أن علمنا هو علم الوطن السوري الذي دفن فيه شهدائنا الأطهار".

وتضمن البيان بالعلمين، مع إشارة إكس على العلم ذي النجوم الحمراء الثلاثة، الذي رفع منذ بدايات الثورة السورية، وهو علم الاستقلال السوري، وإشارة صح على العلم ذي النجمتين الخضراء، والذي يعتبره السوريون رمزًا لنظام بشار الأسد المخلوع.

دحض الادعاء

أجرى فريق منصة (تأكد) بحثًا للتحقق من صحة البيان الذي نسب إلى "تجمع الشباب المدني"، والذي أصبح اسمه رائجًا على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، فتبيّن أنه بيان مزوّر ولم يصدر عن أعضاء التجمع.

حيث أظهر البحث باستخدام كلمات مفتاحية مرتبطة بالبيان أن "تجمع الشباب المدني" هو عبارة عن مناسبة (Event) تم إنشاؤها على موقع فيسبوك بتاريخ 17 ديسمبر، وذكر المنظمون لها أن المناسبة هي "اجتماع لمناقشة الحراك المدني والشعبي وأهميته في المرحلة القادمة في سوريا"، وتم تحديد تاريخ 19 ديسمبر موعدًا لهذا الاجتماع الذي حصل أمام دار الأوبرا. وتم اختيار صورة المناسبة علم الثورة السورية، وهو العلم الذي يرفعه أنصار الثورة السورية.

ولم يظهر البحث في المنشورات التي نشرها الأعضاء في صفحة المناسبة أي نتائج تشير إلى أن البيان صدر عنهم، الأمر الذي دفعنا للبحث عن أول من نشر البيان المتداول. حيث أظهرت النتائج أنه نشر في البداية عبر صفحة تحمل اسم "اللاذقية نيوز" وذلك في تمام الساعة 20:05 من تاريخه، فيما كانت قبل ذلك خاملة وآخر منشور فيها كان بتاريخ 30 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، يسخر من "الإرهابيين" ويمجد بـ "الجيش السوري".

التجمع ينفي ويوضح 

وتواصلت (تأكد) مع صاحبة أحد الحسابات الثلاثة التي ظهرت ضمن قائمة المنظمين للمناسبة التي حظيت باهتمام أكثر من 38 ألف شخص على فيسبوك. وعند سؤالها عن حقيقة البيان وما إذا كان قد صدر عنهم، نفت ذلك بشكل قطعي، وأكدت أن العلم الذي وضع كصورة في المناسبة على فيسبوك هو العلم الذي يمثلهم، وهو العلم المتوافق عليه حسب وصفها.

وأضافت السيدة التي فضلت عدم ذكر اسمها أن التجمع الذي حصل لم يكن تجمعاً احتفالياً، وإنما كان تجمعاً حوارياً كما كان واضحاً في وصف المناسبة التي تم إنشاؤها على فيسبوك. ومع ذلك، فقد كانت هناك عشرات الأعلام التي رفعت خلال التجمع. وأكدت أنهم لم تكن نيتهم الخروج بمظاهرة ضد أحد، وإنما كانت محاولة لطمأنة من يشعر بالقلق من التهميش أو الإقصاء بأن ذلك لن يحدث، وأن سوريا تتسع للجميع ويحق للجميع التعبير عن آرائهم فيها.