ما حقيقة الوثيقة التي زعم أنها عن اغتيال الشهيد...
الثلاثاء 24 كانون أول - احتيال
تداولت حسابات عامة وشخصية على منصات التواصل الاجتماعي، صورة وثيقة تحت مزاعم إنها صادرة عن مخابرات نظام الأسد السابق، وحملت أمر مهمة لضابط برتبة عقيد بتنفيذ عملية اغتيال المعارض السوري مشعل تمو في محافظة الحسكة بالعام 2011، إلا أن هذه الوثيقة مزورة.
عبدالعزيز الخليفة الثلاثاء 24 كانون أول 2024
الادعاء
تداولت حسابات شخصية وصفحات عامة على منصات التواصل الاجتماعي، فيسبوك وإكس، مؤخرًا، خبر العثور على وثيقة أمنية تتضمن أمرًا بتنفيذ عملية اغتيال المعارض السوري مشعل تمو في محافظة الحسكة خلال تشرين الأول/أكتوبر 2011.
الوثيقة الصادرة عن مخابرات نظام الأسد المخلوع، حملت ختم "سري للغاية" وتم توجيهها باسم العقيد "جودت حسن"، الذي أوكلت إليه مهمة تنفيذ عملية الاغتيال.
أجرى فريق منصة "تأكد" بحثًا للتحقق من صحة خبر العثور حديثًا على وثيقة اغتيال المعارض السوري "مشعل تمو"، وتبين أن الادعاء غير صحيح. إذ أن البحث العكسي أظهر أن الوثيقة قديمة وتعود إلى عام 2012، حين تُشرت في تقرير عبر موقع قناة الحدث تحت عنوان "الأسد أمر بتصفية الناشط الكردي مشعل تمو".
تواصل فريق منصة "تأكد" مع مسؤولين أمنيين سابقين عملا في جهاز أمن النظام السوري للتحقق من صحة الوثيقة. أحدهما، محمود الناصر -مسؤول سابق في فرع أمن الدولة بمدينة رأس العين والمنشق منذ عام 2012- أوضح أن الأمر الذي يتضمن تصفية شخص أو التخلص منه لا يُوثق كتابيًا في وثيقة رسمية يتم تداولها داخل جهاز المخابرات، بل يصدر بشكل شفهي.
وأضاف الناصر أن وثيقة "أمر المهمة" عادةً تُسلم إلى رئيس الفرع في منطقة المهمة ليوقع عليها عند الانتهاء من تنفيذها، ثم يعود المكلف إلى فرعه الأصلي لتسليمها إلى الديوان، ومنه إلى المالية لصرف المستحقات المالية مثل بدل المصاريف أو المكافأة. وهذا يعني أن الوثيقة تمر على العديد من الأشخاص، مما يتعارض مع طبيعة "مهمة الاغتيال" التي يُفترض أن تكون سرية.
وهذا ما أكده المسؤول الأمني الثاني "أبو الطيب" -اسم مستعار- وهو مسؤول أمني سابق عمل في ديوان المخابرات الجوية بدرعا، في حديثه لـ "تأكد". وأشار إلى أن شكل الوثيقة مخالف لأشكال الوثائق المستخدمة في فروع الأمن، موضحًا أن "الكليشة أو الترويسة" في أعلى يمين الوثيقة خاطئة، حيث يجب أن تكون "إدارة القوى الجوية والدفاع الجوي"، وهو الاسم الثابت والرسمي بعد "الجمهورية العربية السورية، القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة".
فايز تمو، ابن الشهيد مشعل تمو، قال لمنصة "تأكد" أن والده تلقى تهديدات بالقتل من علي مملوك، أحد أبرز رموز النظام الأمنيين، بعد خروجه من السجن، مؤكدًا أن عملية اغتياله سبقتها محاولة فاشلة، وحمّل النظام مسؤولية اغتياله، بصرف النظر عن صحة الوثيقة.
ونال مشعل تمو جماهيرة كبيرة بسبب خطابه الوطني الداعي إلى الوحدة الوطنية، كما دعا إلى محاسبة بشار الأسد على الانتهاكات بحق الشعب السوري في العديد من المناسبات آخرها مشاركته في مظاهرة جمعة بشائر النصر قبيل اغتياله في 7 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2011.
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية