هل أعلنت "قسد" استهداف قاعدة عسكرية تركية في ريف حلب؟

الادعاء:

نشرت صفحة "الحدث السوري" التابعة لقناة "العربية" بعد منتصف ليلة أمس الجمعة 27 أيّار 2022، خبراً منسوباً إلى المكتب الإعلامي لــ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، يفيد باستهداف الأخيرة للقاعدة العسكرية التركية في مدينة مارع بريف حلب.

وادعت الصفحة أن المركز الإعلامي "أعلن استهداف قاعدة عسكرية للجيش التركي في مدينة مارع، دون ذكر نتائج الاستهداف".

كما تداولت وسائل إعلامية وحسابات في موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، ادعاء يزعم قصف "قوات سوريا الديمقراطية" للقاعدة العسكرية التركية في مدينة مارع بريف حلب، دون نسب الادعاء إلى مصدر.

ولقي الادعاء المشار إليه انتشاراً ملحوظاً بين وسائل الإعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي، مثل حسابات "وكالة قاسيون للأنباء" و"الجبهة السورية". يمكنك الاطلاع على عيّنة من مصادر الادعاء في الجدول أسفل المادة.

سياق الادعاء

ويأتي تداول الادعاء المذكور، في ظل تواتر الأنباء عن عملية عسكرية وشيكة ستبدأها قوات الجيش التركي وفصائل "الجيش الوطني السوري" في شمالي سوريا، وذلك بعد تصريحات للرئيس التركي يوم الاثنين الماضي، تحدث فيها عن عزم بلاده بدء عملية عسكرية عند الحدود الجنوبية لتركيا، بهدف "إقامة منطقة آمنة"، و"مكافحة التنظيمات الإرهابية"، في إشارة إلى مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" في ريف حلب وشمال شرقي سوريا.

وتجدر الإشارة بهذا الشأن إلى أن مجلس الأمن القومي التركي قال في بيان أمس الخميس، إن "العمليات العسكرية الجارية حالياً على الحدود الجنوبية للبلاد والأخرى التي ستُنفذ، ضرورة للأمن القومي، وأنها لا تستهدف سيادة دول الجوار"، وفق ما أفادت وكالة "الأناضول".

دحض الادعاء

تتبع فريق "تأكد" الادعاء المذكور للتحقق من صحته، وللتأكد إذا ما أعلن المكتب الإعلامي لـ"قوات سوريا الديمقراطية" عن استهداف القاعدة العسكرية التركية في مدينة مارع، وتبيّن أن الخبر غير صحيح.

ونشرت "قوات سوريا الديمقراطية" عبر حسابها الرسمي في "فيسبوك" منشوراً، نفت فيه الادعاء الذي نشرته صفحة "الحدث السوري"، وقالت إنه مكذوب.

وأوضحت أن "المركز الإعلامي لم ينشر أي تصريح أو خبر بخصوص الاستهداف، كما لم تقم قواتنا بأية عملية في تلك المنطقة خلال الفترة الماضية".

من جانب آخر، أفادت مصادر أهلية لمنصة "تأكد" أن أصوات اشتباكات وقصف متبادل سمعت بوضوح ليلة أمس، في منطقة مارع ومحيطها بريف حلب، إلا أن أطراف الاشتباكات والقصف لم تُعرف، ولم ترد أنباء عن سقوط قذائف في داخل القاعدة العسكرية التركية.

ولم يتسن لمنصة "تأكد" التحقق إذا ما تعرضت القاعدة العسكرية التركية لقصف، من قِبل "قوات سوريا الديمقراطية" أو جهة أُخرى غيرها، إلا أن الإعلامي المقرّب من "قوات سوريا الديمقراطية" رضوان الخليل، نشر عبر صفحته في "فيسبوك" ليلة أمس خبراً، يفيد باندلاع اشتباكات بين فصائل محلية مدعومة من تركيا وقوات النظام السوري، في محيط مدينة مارع، مضيفاً أن "قوات النظام السوري استهدفت محيط قاعدة للاحتلال التركي في ريف مارع، دون معلومات عن حجم الخسائر"، بحسب قوله.

من جهة أُخرى، زعم حساب حديث الإنشاء في تطبيق "تليغرام" يحمل اسم "غرفة عمليات صاعقة الشمال"، صباح اليوم، أن الأخيرة نفذت "أول عملية" في الشمال السوري، كما ادعى الحساب -الذي بدا أنه مؤيد أو تابع للنظام السوري- أن العملية استهدفت قاعدة للجيش التركي في مارع، و"أوقعت العشرات من القتلى".

وحتى ساعة كتابة هذه المادّة، لم تعلن تركيا أو الوسائل الإعلامية التركية عن أي استهداف طال القاعدة العسكرية في مارع، ليلة أمس.

الاستنتاج