هل سلَّمت السعودية ملف الحج إلى النظام السوري؟

الادعاء

تداولت مواقع إخبارية وصفحات عامة على مواقع التواصل الاجتماعي ادعاء يزعم " سحب السعودية لملف الحج الخاص بسورية، من الائتلاف الوطني المعارض وتسليمه للنظام".

ونشرت صحيفة المدن الادعاء المشار إليه بتاريخ الأربعاء 12 نيسان/أبريل الجاري نقلاً عن مصادر وصفتها بالخاصة ولم تسمها قالت إن "المملكة العربية السعودية أبلغت لجنة الحج العليا التابعة للمعارضة السورية إيقاف اعترافها بالجوازات ووثائق السفر الصادرة عن الائتلاف لموسم الحج الجديد، وحصر الدخول إلى المملكة بالجوازات الصادرة عن الممثل القانوني للدولة السورية". 

وزعمت الصحيفة -حسب مصادرها-  أن المعارضة تلقت البلاغ مطلع 2023، أي قبل بداية التسجيل لموسم الحج الجديد، إلا أنها ظلت متكتمة على الخبر، ما أدى إلى تفاقم مشكلة الجوازات بالنسبة للحجاج واضطرارهم إلى دفع مبالغ مضاعفة مقابل الحصول عليها من السفارات والقنصليات التابعة للنظام.

وحظي الادعاء بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن ساهمت صفحات عامة وشخصية بنشره بالصيغة المذكورة، تطلعون على عينة منها في جدول مصادر الادعاء المرفق بهذه المادة.

دحض الادعاء

أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً للتحقق من الادعاء الذي زعم "سحب السعودية لملف الحج الخاص بسوريا، من الائتلاف الوطني المعارض وتسليمه للنظام"، فتبين أنه غير صحيح. 

وتواصلت منصة (تأكد) مع سامر بيرقدار رئيس لجنة الحج العليا التابعة للائتلاف المعارض، والذي نفى ادعاء تسليم السعودية ملف الحج للنظام السوري، قائلاً في تصريح خاص إنَّ "لجنة الحج العليا وقعت كافة العقود مع وزارة الحج في المملكة العربية السعودية وكامل المؤسسات التابعة لها والتي تعمل على خدمة الحجاج السوريين"، مضيفاً أن اللجنة بدأت بادخال كل المعلومات المطلوبة على المسار الالكتروني. 

وذكر في حديثه لـ (تأكد) أن إعطاء تأشيرة الحج يشمل كل الجوازات المستخرجة قديماً وحديثاً، مؤكداً أن لجنة الحج تعمل على على إنهاء متطلبات التأشيرات ليأتي دور القنصليات بعد رمضان بشهر تقريبا بمنح التأشيرات.

كما أكد، أن لجنة الحج العليا السورية (تابعة للائتلاف المعارض) تعمل على إدارة ملف الحج السوري منذ عقد، وأنها مستمرة في خدمة حجاج سوريا، مشيراً إلى أن اللجنة بدأت عمليات تسديد الدفعة الأولى من كلفة الحج للمقبولين في هذا الموسم 1444هـ 2023م، إذ بلغ عدد المسجلين ما يقارب الـ 43,000، وتم قبول 22,500 حاج وهي حصة سوريا لهذا الموسم.

وجاء تداول هذا الادعاء بعد التقارب السعودي مع النظام السوري، وزيارة وزير خارجيته فيصل المقداد الأولى إلى السعودية منذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011 والحديث عن إعادة النظام إلى جامعة الدول العربية بدعم سعودي. 

وكانت السعودية سحبت ملف الحج من وزارة الأوقاف التابعة للنظام في العام 2013، وسلمته للائتلاف السوري المعارض (اللجنة العليا للحج) والتي تأسست في أيار/ مايو العام 2013 وأنشئت مكاتب في كل من مصر والأردن وتركيا ولبنان ودول الخليج، بالإضافة إلى مكتبين في الشمال السوري. 

الاستنتاج