نشرت مواقع وصفحات إخبارية في 10 و 11 كانون الثاني/يناير الجاري، أخباراً ادعت استهداف طائرة مسيرة لحرّاقات النفط (وهي مصافٍ بدائية لتكرير الفيول) في منطقة ترحين بريف حلب الشرقي، في مساء يوم السبت 9 كانون الثاني/يناير الجاري.
وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" في عنوان الخبر المتعلق بالحادثة، والذي نشره على موقعه الإلكتروني بتاريخ 9 كانون الثاني/يناير، أن طائرة مسيرة استهدفت حراقات نفط بدائية ضمن مناطق نفوذ الفصائل الموالية لتركيا شمالي حلب، لكنه لم يؤكد في صلب الخبر أن الحرائق التي نشبت في المنطقة ناجمة عن قصفٍ جوي، بل رجّح ذلك.
كذلك نشر موقع "زمان الوصل" يوم أمس الأحد خبراً، أشار فيه إلى استهداف طيران مسير مجهول الهوية حراقات تكرير النفط في منطقة ترحين بعدّة صواريخ ما أدى لاندلاع حرائق ضخمة.
من جانبها نشرت "وكالة ستيب الإخبارية" الادعاء ذاته، بل زادت عليه، إذ قالت إن المنطقة تعرضت لغارات جوية متتالية، ونسبت المعلومات الواردة في خبرها لـ"ناشطون".
وبدوره نشر موقع "تلفزيون سوريا" خبراً ذكر فيه أن حراقات النفط بمنطقة ترحين تعرضت للقصف من قِبل طائرة مسيرة مجهولة، لكنه عدّل على الخبر بعد ساعات، وأوضح نقلاً عن مصدر من العاملين بمجال المحروقات في ترحين أن الانفجار لم يكن نتيجة غارات شنتها طائرة مسيرة، إنما نتيجة ارتفاع درجة الحرارة في إحدى الحراقات.
كما انتشر الادعاء بأن طيران مسيّر مجهول يستهدف بعدة صواريخ حراقات نفطية في بلدة ترحين بالقرب من مدينة الباب شرق حلب على العديد من الصفحات العامة والإخبارية والحسابات الشخصية على موقعي (تويتر) و(فيسبوك)، ويمكنكم الاطلاع على عينّة منها في نهاية التقرير.
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
نشرت منظمة الدفاع المدني السوري شريطاً مصوراً بعد الحادثة، يُظهر لحظة عمل متطوعيها على إخماد الحرائق التي نشبت في منطقة ترحين، وذكرت أن النيران الضخمة اندلعت نتيجة انفجار إحدى الحراقات التي تحوي مادة الفيول، وهو ما تبعه عدة انفجارات بالحراقات المجاورة.
وتواصل فريق منصة (تأكد) مع مدير قسم الإعلام في منظمة الدفاع المدني السوري في محافظة حلب إبراهيم أبو الليث، للتحقق من السبب الرئيسي للحرائق، وحقيقة تعرّض الحراقات للقصف الجوي.
وأكد أبو الليث أن اندلاع النيران لم يكن له أي علاقة بأيّ نوع من أنواع القصف، مضيفاً أن حرّاقة لتكرير المواد الأولية للفيول انفجرت، ثم وقعت انفجارات متتالية في الحراقات المجاورة، ما أدى لتضرر العديد من الحراقات واحتراق صهريج فيول.
* هذه المادة أعدها الزميل (ثائر محمد) في إطار برنامج (زمالة تأكد) - ٢٠٢١