نشرت عدة صفحات على موقعي فيسبوك وإكس مقطع فيديو يُظهر مسجداً يحترق وسط تجمع الأهالي، أرفقته بادعاء يزعم أنه يوثق اندلاع "حريق كبير في المسجد الأموي بدمشق بعد اشتباكات بين العناصر الإرهابية التابعة للجولاني مع بعضهم البعض، بسبب خلاف على المسروقات التي تم الاستيلاء عليها من أهالي الشام القديمة."
وحظي الادعاء بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن أسهمت عدة حسابات بنشره، تطلعون على عينة منها في قسم "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتعارض بالكامل مع حقائق مثبتة وجرى تأليفه بالكامل ولا أساس له من الصحة.
أجرى فريق منصة "تأكد" بحثاً للتحقق من صحة الفيديو والادعاء المرفق الذي يزعم أنه يوثق "حريق كبير في المسجد الأموي بدمشق بعد اشتباكات بين العناصر الإرهابية التابعة للجولاني مع بعضهم البعض، بسبب خلاف على المسروقات التي تم الاستيلاء عليها من أهالي الشام القديمة"، فتبين أن هذا الادعاء ملفق.
إذ أظهر البحث العكسي باستخدام أداة (InVid) أن الفيديو قديم يوثق حريقاً نشب في مسجد الشيخ علم الدين في مركز منفلوط بمحافظة أسيوط المصرية مطلع عام 2022، وقد نُشر المقطع على إنستغرام بتاريخ 18 كانون الثاني/ يناير 2022 في سياق توثيق الحادثة.
كما نفى مراسل "تأكد" في دمشق صحة الادعاء المتداول حول اندلاع حريق في المسجد الأموي بدمشق نتيجة اشتباكات مسلحة، مؤكداً عدم وقوع أي حادثة من هذا النوع في المنطقة مؤخراً.
شهد الجامع الأموي في دمشق عدة حرائق على مر العصور. آخر هذه الحرائق وقع في عام 1893م، حين اندلع حريق كبير دمر أجزاء واسعة من المسجد، بما في ذلك القبة الوسطى والفسيفساء الرخامية. يُعتقد أن سبب الحريق كان حادثًا خلال أعمال الترميم، مما أدى إلى اندلاع النيران. وتمكنت السلطات العثمانية من إخماد الحريق، وأُعيد ترميم المسجد بما يتماشى مع تصميمه الأصلي.