المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
تداولت صفحات وحسابات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي يوم السبت 5 نيسان/إبريل ادعاءً يزعم بإقامة مخيمات في الشمال السوري لاستقبال أهالي غزة الفلسطينيين، وذلك في شمال مدينة الباب في ريف حلب، بعد اتفاق رسمي لتهجير سكان غزة إلى سوريا والأردن.
وأرفق متداولو الادعاء صورًا تظهر عددًا كبيرًا من الخيام البلاستيكية التي بدت مجهزة لإيواء نازحين وسط أرض ترابية غير مزروعة.
وحاز الادعاء على انتشار واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تجدون عينة من الحسابات التي ساهمت في نشره في قائمة "مصادر الادعاء" نهاية المادة.
أجرى فريق منصة "تأكد" بحثًا للتحقق من صحة الادعاء الذي زعم أن مخيمات جديدة قيد الإنشاء في شمال مدينة الباب بريف حلب لاستقبال نازحين من غزة والصور التي رافقته، فتبين أنه ادعاء مضلل، وأن الصور المتداولة مع الادعاء تظهر مخيمًا لايواء النازحين السوريين في ريف حلب الشمالي، بدأ العمل عليه قبل سقوط نظام الأسد المخلوع بحسب ما أكد مراسلنا في شمال سوريا.
وحصلت منصة "تأكد" على صور التُقطت اليوم الأحد 6 نيسان/أبريل للمخيم ذاته، وتُظهر تطابق الخيام التي انتشرت صورتها ضمن الادعاء، مع صور المخيم الذي كان من المفترض أن يؤوي النازحين في المخيمات العشوائية على طول الشريط الحدودي مع تركيا في الشمال السوري.
وفي ذات السياق، نفى المجلس المحلي لمدينة أخترين الواقعة في ريف حلب الشمالي، شمال سوريا، صحة الادعاء المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر بيان توضيحي نشره على صفحة المجلس الرسمية على فيسبوك، موضحا إن المخيم الجاري إنشاؤه في قرية برعان بدأ العمل عليه قبل سقوط نظام الأسد المخلوع، وهو مشروع قديم ولا علاقة له بالأحداث الجارية في قطاع غزة.
وأشار البيان إلى أن الهدف الأساسي من هذا المشروع كان إيواء المهجرين السوريين ونقلهم من المخيمات العشوائية التي عاشوا فيها لسنوات طويلة بسبب ظروف الحرب والنزوح، وفق ما أفاد البيان.
ولم يسفر البحث المتقدم باستخدام الكلمات المفتاحية باللغات الرئيسية العربية والإنجليزية عبر وسائل الإعلام المحلية الرسمية أو الإقليمية الموثوقة، عن أي نتائج تدعم صحة الادعاء أو عن التوصل لاتفاق لتهجير سكان غزة الفلسطينيين إلى سوريا.
وفقًا لتقرير نشرته شبكة CBS News الأميركية في 19 آذار/مارس الفائت، فإن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالتعاون مع الحكومة الإسرائيلية، تواصلت مع حكومتي السودان والصومال، كما أبدت اهتمامًا بسوريا، كأماكن محتملة لإعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة.
وأشار التقرير إلى أن هذه الجهود التي يقودها الرئيس ترامب تأتي ضمن هدف أوسع لإنهاء الصراع بين إسرائيل وحماس في غزة وإعادة إعمار القطاع المدمر، حيث إن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين تواصلوا مع السودان والصومال، وأبدوا اهتمامًا بسوريا.
وأفادت مصادر مطلعة للشبكة الأميركية أن حكومة الولايات المتحدة حاولت التواصل مع الإدارة السورية الجديدة عبر وسيط ثالث، ولكن لم يتضح إن كان هناك رد من قبل الجانب السوري.
الصور المتداولة مع الادعاء تظهر مخيمًا يُجرى إنشاؤه في مدينة أخترين، بدأ العمل عليه قبل سقوط نظام الأسد المخلوع.
نفى المجلس المحلي في مدينة أخترين، صحة الادعاءات عبر بيان نشره على صفحته الرسمية على فيسبوك.