المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
تداول حسابات في موقع فيسبوك وإكس يوم الاثنين 7 نيسان/ أبريل ادعاءً يزعم بأن الولايات المتحدة أبلغت القنصلية السورية في نيويورك بأنهم غير مرغوب فيهم وغير معترف بهم من قبلها.
وحاز الادعاء على انتشار واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تجدون عينة من الحسابات التي ساهمت في نشره في قائمة "مصادر الادعاء" نهاية المادة.
أجرى فريق منصة "تأكد" بحثًا للتحقق من صحة الادعاء الذي زعم أن الولايات المتحدة الأميركية أبلغت القنصلية السورية في نيويورك رسالة مفادها: "أنتم غير مرغوب فيكم، وأنتم غير معترف بكم من قبلنا"، فتبين أنه ادعاء مضلل.
إذ تبين لدى البحث المتقدم أنه لا يوجد قنصلية للجمهورية العربية السورية في ولاية نيويورك الأميركية إنما هي مكان تواجد البعثة السورية الدائمة للأمم المتحدة، كما تبين أنه في عام 2014 أغلقت الولايات المتحدة الأميركية سفارة الجمهورية العربية السورية والقنصليتين الواقعتين في ولايتَي ميشيغان وتكساس الأمريكيتين، وطلبت من الدبلوماسيين وطاقم العاملين -من غير الأمريكيين أو الحاصلين على إقامة دائمة- مغادرة البلاد، وفقاً لما أفادت به فرانس 24.
بينما ما جرى حديثاً هو تغيير الصفة القانونية للبعثة السورية الدائمة في الأمم المتحدة بقرار من وزارة الأمن الداخلي الأميركية.
إذ إن واشنطن، وفقًا لما ذكرته صحيفة النهار، قد أرسلت برقية للبعثة السورية الدائمة في الأمم المتحدة تنص على تغيير وضعها القانوني من بعثة دائمة لدولة عضو لدى الأمم المتحدة إلى بعثة لحكومة غير معترف بها من قبل الولايات المتحدة، وشملت البرقية أيضًا تغيير التأشيرات الخاصة بدبلوماسيي البعثة من تأشيرة G1 الخاصة بالدبلوماسيين العاملين في البعثات التي تعترف الولايات المتحدة بحكوماتهم على اعتبارها البلد المضيف، إلى تأشيرات G3 التي تُمنح إلى المواطنين الأجانب المؤهلين أمميًا للحصول على سمة، دون أن تعترف البلد المضيف أميركا بحكوماتهم.
أكد مصدر في وزارة الخارجية لوكالة سانا أن تعديل الوضع القانوني للبعثة السورية في نيويورك هو إجراء إداري وتقني لا يعكس تغييراً في الموقف من الحكومة السورية الجديدة. وأوضح أن الوزارة على تواصل مع الجهات المعنية لتوضيح الأمر وتفادي أي التباس سياسي أو قانوني ذي صلة.
كما أشار إلى حدوث مراجعة شاملة لوضع البعثات الخارجية، سيُعلن على إثرها عن قرارات جديدة تعزز حضور سوريا دولياً وتضمن كفاءة التمثيل الدبلوماسي.
ومن جهة أخرى، أفاد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن وضع الجمهورية العربية السورية في الأمم المتحدة سيبقى دون تغيير، وأن عضويتها مستمرة. جاء ذلك رداً على سؤال من مراسل شبكة رووداو حول تقارير تفيد بخفض الولايات المتحدة الوضع القانوني لبعثة سوريا لدى الأمم المتحدة. وأوضح دوجاريك أن تغيير الدولة المضيفة لتأشيرات أعضاء البعثة السورية لا يؤثر على وضع سوريا في المنظمة الدولية، ولا على مشاركة أعضائها المعتمدين في أعمال الأمم المتحدة.