نشر موقع "إرم نيوز" الأخباري يوم الاثنين 14 نيسان/ أبريل، خبرا بعنوان "خاص- القوات الروسية تعتزم تسيير دوريات في الساحل السوري"، نقل فيه عن "مصادر سورية مطلعة" لم يسمها، معلومات عن "اتفاق بين الأمن العام السوري والقوات الروسية في قاعدة حميميم، يسمح للأخيرة بتسيير دوريات دوريات في القرى الساحلية الواقعة بين مدينتي اللاذقية وطرطوس، وأيضا في المناطق ذات الغالبية العلوية في محافظتي حمص وحماة الواقعتين وسط سوريا".
وأدرج الموقع في خبره المشار إليه صورة زعم أنها لدورية تابعة للجيش الروسي خرجت لأول مرة منذ سقوط نظام الأسد، من أماكن تمركزها في قاعدة حميميم، وتجول عناصرها بين السكان المحليين في اللاذقية. مضيفها أن العناصر شوهدوا في منطقة الزراعة الحيوية قرب جامعة تشرين (اللاذقية) الحكومية.
ويأتي ذلك بعد أن تداولت حسابات على موقعي فيسبوك وإكس يوم الأحد 13 نيسان/ أبريل، ذات الصورة وأرفقتها بادعاء يزعم أنه أول تجوال للجيش الروسي بين السكان المحليين في مدينة اللاذقية قرب منطقة الزراعة، منذ سقوط النظام.
ونال الادعاء انتشاراً واسعاً على الموقعين المذكورين، وتجدون عينة من الحسابات التي تداولته ضمن قائمة "مصادر الادعاء" في نهاية المادة.
أجرى فريق منصة "تأكد" بحثًا للتحقق من صحة الادعاء الذي يزعم أن القوات الروسية تتجوّل بين السكان المحليين في مدينة اللاذقية، وتحديدًا في منطقة الزراعة، وذلك للمرة الأولى بعد سقوط نظام الأسد، وتبيّن أن هذا الادعاء مضلل.
إذ نفى مراسل المنصة في اللاذقية صحة هذا الادعاء، ونقل عن سكان محليين تأكيدهم عدم وجود مركبات ثابتة أو عناصر روسية في منطقة الزراعة بالمدينة. كما أكدت مصادر محلية متعددة في مدينة طرطوس أن تسيير دوريات القوات الروسية قد توقّف عقب سقوط النظام.
أما بخصوص الصورة المرافقة للادعاء، فأظهرت نتائج البحث والتدقيق أنها لا تعود لمنطقة الزراعة في مدينة اللاذقية، بل لمدينة طرطوس، وتحديدًا شارع الثورة. وفيما يلي مطابقة بين الصورة المتداولة، وصورة خاصة التُقطت يوم الاثنين 14 نيسان/أبريل من المكان نفسه.
ولم يتسن لمنصة "تأكد" التحقق من صحة المعلومات التي أوردها مصدر الادعاء، والتي تحدثت عن اعتزام القوات الروسية تسيير دوريات في الساحل السوري من مصدر مستقل.
عقب هروب الرئيس المخلوع بشار الأسد إلى موسكو، طُرح ملف القوات الروسية المتواجدة في الساحل السوري ومصيرها المستقبلي على الطاولة، خاصة بعد سحب الجيش الروسي لعدد من التجهيزات والعناصر في الأيام الأولى التالية لوصول القوات التابعة للسلطة الجديدة في سوريا.
وكان المتحدث باسم "الكرملين" دميتري بيسكوف، قد أشار إلى أن الحديث عن مستقبل القواعد الروسية سابق لأوانه، وأكد في تصريحات لاحقة لسقوط النظام السوري أن تركيز روسيا حالياً ينصب على ضمان أمن قواعدها العسكرية في سوريا، وبعثاتها الدبلوماسية هناك، دون إبداء أي مؤشرات عن انسحاب القوات الروسية من القاعدة البحرية في طرطوس، أو قاعدة حميميم الجوية قرب اللاذقية.