انتشر مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، فيسبوك وإكس، مقطع فيديو يُزعم أنه يُوثّق طريقة الخطف في مناطق مختلفة من سوريا، وخصوصًا في الساحل السوري، مرفقًا بتحذيرات تدعو الناس إلى التزام منازلهم.
وحصل المقطع والادعاء الذي رافقه على انتشار واسع عبر منصات التواصل، في حين رصد فريق "تأكد" نشرًا سابقًا لنفس الادعاء بتاريخ 26 آذار/مارس الماضي.
يمكنكم الاطلاع على عينة من الحسابات التي ساهمت في ترويجه ضمن قائمة "مصادر الادعاء" في نهاية المادة.
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
أجرى فريق منصة (تأكد) بحثًا للتحقق من الادعاء الذي يزعم أن الفيديو يُوثّق طريقة الخطف في أنحاء سوريا، وخاصة في الساحل السوري، وتبيّن أن المقطع مضلل.
وأظهر البحث أن مصدر الفيديو المستخدم في الادعاء هو حساب تركي على منصة (إنستغرام)، نُشر المقطع في 24 آذار/مارس الماضي على أنه يُوثق "اختطاف امرأة في وسط الشارع من قِبل رجل يرغب في الزواج منها، بمساعدة أقاربه، في مدينة تكيرداغ التركية".
وأجرت منصة (تأكد) مطابقة لتحديد مكان وقوع الحادثة، التي صورت بواسطة كاميرا مراقبة مثبتة في شارع بهار، بمنطقة كيزيلبينار، كورلو، بمدينة تكيرداغ التركي، ويمكن الاطلاع على المطابقة التي أجريناها في الصورة التالية أو الرابط.
وبحسب وسائل إعلام تركية، الفيديو يوثق حادثة اختطاف فتاة من قِبل شاب كان قد طلبها للزواج، لكن عائلتها رفضت ذلك، فقام بخطفها بمساعدة شقيقه وزوجة شقيقه. قبل أن تعتقل الشرطة التركية المرأة التي شاركت في عملية الخطف بعد تلقي بلاغ بالحادثة، وبدأت بالبحث عن المتهمين الآخرين.
سبق أن تم رصد حالات خطف لرجال ونساء من مناطق مختلفة في سوريا، لأسباب ودوافع متباينة، إلا أن الحديث عن هذه العمليات تصاعد مؤخرًا، بعد الأحداث الدامية التي شهدها الساحل السوري، والتي دفعت الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الجرائم.
وفي 19 نيسان الجاري، أطلق اللوبي النسوي السوري نداءً إلى الحكومة السورية، طالب فيه بالتحرك العاجل للكشف عن مصير النساء السوريات المختطفات من الساحل السوري، والعمل على إعادتهن إلى عائلاتهن، ومحاسبة الخاطفين.
كما نقل موقع (درج)، بتاريخ 17 نيسان الجاري، شهادات لعائلات من الساحل السوري تؤكد وقوع عمليات اختطاف، دون أن يتم تحديد الدوافع الكامنة وراء تلك العمليات.
وفي 19 نيسان الجاري، ذكرت إذاعة (شام إف إم) التابعة للحكومة السورية أن قوى الأمن الداخلي عثرت على فتاة مختطفة تُدعى آية طلال القاسم في محافظة طرطوس، بعد أن كانت قد اختُطفت يوم الأربعاء 16 نيسان. ووفق ما نقلته الإذاعة، فقد تركها الخاطفون على أحد الطرقات، مشيرةً إلى أن التحقيقات لا تزال جارية لاستكمال المعلومات المتعلقة بالقضية.