تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الثلاثاء 6 أيار/ مايو الجاري، ادعاءً زعم أن طبيبًا قُتل داخل مستشفى المواساة في دمشق، إثر هجوم نفّذه مسلحون وُصفوا بأنهم "عصابات الجولاني" و"أمن عام".
انتشر الادعاء بصياغات مختلفة وحاز على انتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نُشر عبر منصتي فيسبوك وتويتر، إضافة إلى تطبيقات الدردشة، يمكن الاطلاع على عينة من الحسابات التي ساهمت في ترويج هذا الادعاء في قائمة "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً للتحقق من صحة الادعاء الذي زعم أن طبيبًا قُتل في مستشفى المواساة بدمشق جراء هجوم نفذته مجموعة مسلحة وُصفت في بعض المنشورات بأنها من "عصابات الجولاني" وقوات "الأمن العام"، فيتبين أن الادعاء مضلل.
وتواصل مراسل (تأكد) في دمشق مع مستشفى المواساة عبر الهاتف، حيث نفى مصدر من داخل المستشفى -طلب عدم ذكر اسمه- مقتل طبيب جراء هجوم مسلح، موضحًا أن ما حدث هو وصول امرأة متوفاة ليلًا إلى المستشفى، إثر إصابتها بطلق ناري في منطقة وادي بردى بريف دمشق، ومعها مجموعة كبيرة من المرافقين.
وأضاف المصدر أن العدد الكبير من المرافقين تسبب بتخوف الكادر الطبي، مما دفعهم لطلب تدخل الأمن العام لإبعادهم ومنع حدوث فوضى، وهو ما تم بالفعل.
وفي منشور عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، نفت إدارة مستشفى المواساة بشكل قاطع خبر مقتل طبيب داخل المستشفى، ووصفت ما جرى بأنه "حالة إسعاف لامرأة أصيبت بطلق ناري نتيجة مشاجرة عائلية، وقد توفيت فور وصولها المستشفى دون أن يتم أي إجراء طبي لها". وأضافت أن ذويها أطلقوا النار عشوائيًا فور سماعهم نبأ الوفاة، ما استدعى تدخل الأمن العام واعتقالهم على الفور.
رصدت منصة (تأكد) منذ سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، استخدامًا واسعًا للحوادث الجنائية عبر حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تنشط في التحريض وبث الكراهية، حيث تُوظف هذه الحوادث في سياقات سياسية مضللة بهدف تأجيج التوترات في سوريا.
في هذا السياق، عملت (تأكد) على التحقق من عشرات المقاطع المصورة والأخبار التي يجري تداولها بطرق مضللة، ضمن رؤيتها في مكافحة التضليل الإعلامي والمساهمة في الحد من خطاب الكراهية وتعزيز بيئة إعلامية تدعم السلام والاستقرار.