تداولت حسابات على موقع فيسبوك مقطع فيديو يُظهر أستاذ مدرسة يعتدي بالضرب على أحد الطلاب داخل قاعة دراسية، وأرفقته بادعاء يزعم أنه يوثّق حادثة تعنيف وقعت في إحدى المدارس السورية.
حظي المقطع بنسبة عالية من المشاهدات والمشاركات على الموقع المذكور، وأضاف الادعاء أنه أثار موجة غضب كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً للتحقق من صحة الفيديو والادعاء الذي يزعم أنه يوثّق حادثة تعنيف وقعت في إحدى المدارس السورية، وتبيّن أن الادعاء مضلل.
إذ أظهرت نتائج البحث العكسي باستخدام أداة InVid، أن الحادثة وقعت في منطقة "دنروا" بولاية بيهار الهندية. وبحسب ما نشرته صحيفة جاغران الهندية في تقريرها بتاريخ 7 تموز/ يوليو 2022، فإن الشخص الظاهر في الفيديو يُدعى أماركانت كومار، ويشغل منصب مدير مدرسة خاصة تُدعى "جيا بابليك سكول". وقد اعتدى بالضرب على طفل يبلغ من العمر ست سنوات يُدعى "دلكش"، بعد أن قاطعه أثناء حديثه مع طالبة، ما أدى إلى فقدان الطفل الوعي. وأُلقي القبض على المعلم لاحقًا، ووجهت له تهم بموجب قانون العقوبات الهندي وقانون حماية الطفل.
تُعدّ ظاهرة التعنيف في المدارس السورية مشكلة مزمنة، تفاقمت خلال السنوات الأخيرة نتيجة تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، وضعف الرقابة على المؤسسات التعليمية. ورغم وجود تعاميم رسمية تمنع استخدام الضرب، إلا أن هذه الممارسات لا تزال منتشرة، خصوصًا في المدارس الحكومية.
لا يتضمن القانون السوري نصوصًا واضحة تحظر تعنيف الأطفال داخل المدارس، ويجيز ما يسمى "ضروب التأديب" ما لم تخلّف أثرًا جسديًا. ووفق دراسة صادرة عن "يونيسف"، يتعرض نحو 78% من الأطفال السوريين للعنف الجسدي كوسيلة تأديبية، فيما يتعرض ربعهم تقريبًا لعنف شديد، ما يعكس حجم الظاهرة وخطورة تداعياتها النفسية والسلوكية.